تفاقمت أزمة المئات من الفلسطينيين العالقين في الجانب المصري جراء إغلاق عناصر من الشرطة المصرية لليوم الثاني على التوالي معبر رفح البري ومطار العريش الجوي والميناء البحري احتجاجا على اختطاف سبعة جنود من زملائهم الجمعة الماضية على أيدي الجماعات الجهادية في سيناء. وقالت الفلسطينية سامية سكيك العالقة في الجانب المصري: «حتى اللحظة لا يوجد ما يبشر بخير بأن يعيد المصريون فتح المعبر والسماح لنا بالعبور إلى غزة أو لا»، وذكرت خلال حديثها ل«الشرق»: أنها والمئات من الفلسطينيين انتظروا يوم الجمعة الماضي حتى وقت المساء على البوابة المصرية لكن دون جدوى. وبينت أن الجنود طوال فترة انتظارهم كانوا يخبرونهم بأنهم لا علاقة لهم بإغلاق المعبر وأنهم ينفذون التعليمات فقط، وأشارت إلى أن الأوضاع الإنسانية للمسافرين المرضى صعبة وبعضهم أصيب بحالة فقدان الوعي وتم نقلهم إلى المستشفيات في مدينة العريش، فيما انتقلت هي وثمانية من المسافرين إلى أحد الفنادق بانتظار الفرج، وأكدت سكيك التي تعمل مديرة لمدرسة الزهراء الثانوية في غزة أن أضراراً قد تلحق بها إذا استمر إغلاق المعبر لأجل غير مسمى. ووفقاً لتقديرات فلسطينية أولية فإن قرابة 600 فلسطيني من المرضى والطلاب والموظفين العائدين إلى غزة مازالوا عالقين على الجانب المصري. وأكد ماهر أبو صبحة مدير عام المعابر في الحكومة الفلسطينية بغزة والتي تديرها حركة «حماس» استمرار الاتصالات مع القيادة المصرية لإعادة فتح المعبر وإنهاء معاناة المرضى العالقين على الجانب المصري. وقال أبو صبحة في تصريح خاص ل«الشرق»: «أجرينا اتصالات مع المحتجين من الشرطة وأوضحنا لهم تفهمنا لغضبهم على زملائهم المخطوفين وأننا كفلسطينيين نرفض هذه العمليات المشينة وكما عبرنا عن تضامننا معهم، ولكن ليس بهذه الطريقة التي تلحق الضرر بالفلسطينيين، من خلال إغلاق المنفذ الوحيد لهم وعزلهم عن العالم». وكشف أبو صبحة النقاب عن معرفة الأمن المصري بالخاطفين وإجرائه مفاوضات معهم وصلت إلى مرحلة متقدمة ولكنها تعثرت في الساعات الأخيرة من ليلة أمس الأول، مستغرباً من معاقبة المحتجين من الشرطة للفلسطينيين على أمر ليس لهم علاقة به، قائلاً:»دائما تلصق التهم بغزة حينما لا يعرف الجاني وهذه المرة يعرف الجاني وتعاقب غزة». واستبعد أبو صبحة عقد لقاء أمني بين الفلسطينيين والمصريين لإنهاء الأزمة، موضحاً أن إغلاق بوابة رفح يعني إغلاق الاتصالات المباشرة، مبيناً أن قيادات فلسطينية موجودة بالقاهرة تجري اتصالات مع القيادة المصرية لإنهاء الأزمة، وأشار إلى أن الأمور صعبة للغاية لأنها لا تتعلق بقرار سياسي مصري، بقدر ارتباطها بأفراد الشرطة المحتجين والذين يمنعون حتى العاملين في المعبر من دخوله. مسافرون فلسطينيون مع أمتعتهم بانتظار الفرج (أ ف ب)