يترصّد وقتَ خروجك، وأوقاتَ الدخول، ويسعى جاهدا لمعرفة كلِّ تفاصيل حياتِك، يراقبُ أهلَك ؟! حتى أنك تبيت تخشى على روحك، وعرضِك قبلها! سيُجنّ جنونُك إذا لم يضع القدرُ حدّا لهذا القلق. وما إن تتكشّف الأخبار، وتستطلع الأمر، و يُعالَج…. حتى تتبدّد المخاوف، وترجع لحياتك المطمئنّة. ماذا لو تعدّد المتربّصون – مرّةً بعد مرّة – وكثُرت الشكوك بعد أن بدَت علامات المؤامرات و التحرّكات المريبة ؟! ومع كل ما اعتراك من قلقٍ ورعب، إلا أن الآخر لن يستشعر شيئا من هذا لأنه لم يكن في الموقف، وسيرى كلَّ ردةِ فعلٍ منكَ أمرا مُبالَغا فيه، وأنّ عليك التروي والتأنّي وتقليل أوهامك. كل هذا الجنون الذي كاد أن يصيبك هو في محيطك الصغير ونطاقك الضيّق، ماذا لو توسّع أكثر؟! ماذا لو كان هذا التجسس على «وطن» ؟! هل ستبادله نفس القلق؟ أم ستقول: عائلتي شأنٌ خاصّ بي، والوطن هناك جهاتٌ مختصة تحميه؟ هناك من يسهر ليل نهار على أمنك، وعلى أمن كل من يقيم في هذه البلاد، فلهم ألف تحيّة. الوطن كله عائلاتٌ وأفراد، وكله «عِرض» ! فقط .. حاول أن تتأمّل لتقدّر جُهدَ العاملين على أمنِك بالمثال أعلاه.