تسير أم ناصر الكفيفة ويدها تتلمس جدران المنازل في حي «أم الجزم»، الواقع في غرب محافظة القطيف والمطل شمالا على شارع الملك فيصل، أم ناصر تخشى الوقوع في إحدى حفر الشارع الكثيرة، وتقول لا يثنيني ذلك عن المشي يوميا لحضور مجالس الأهل المنتشرة في الحي. ويقول ماجد علوي (39 عاما) تكمن معاناتنا في انعدام الإنارة، وهو ما يغرق الحي في الظلام مع حلول الليل، كما أن الشوارع غير المستوية والمليئة بالحفر تشكل خطرا على المارة، مضيفا أنها على هذا الحال منذ سنوات و متسائلا عن سبب تجاهل البلدية ذلك، واصفا حي أم الجزم بالحي الهادئ، حتى إنه يندر أن تسمع فيه صوتا عاليا أو شجارا.وتعرب فاطمة مجيد عن استيائها من تأجير منزل مجاور لعمالة أجنبية، وتقول المنازل هنا متقاربة ومتراصة، ما يجعل روائح الثوم المنبعثة من المنزل المجاور مصدر إزعاج يومي، لا يفيد معه إغلاق النوافذ أو إشعال البخور.ويعود ماجد علوي ليشير لحادثة وقعت في الحي قبل مدة حيث استغرب وجود سيارة تتوقف بشكل يومي بالقرب من منزل الجيران، فقررت التحقق من الأمر، لأجد أن خادمة الجيران مع سائق من الجنسية الهندية في خلوة مشبوهة، وهربت الخادمة مسرعة لداخل المنزل، في حين توسل لي العامل ان لا أبلغ عنه، مبينا أنه توعده بالإبلاغ عنه إذا ما رآه في الحي مرة أخرى، أما فيما يتعلق بالخادمة فقد استغرب ماجد حين أنكرت صاحبة المنزل خروج خادمتها دون علمها، معللة أنها لا تريد خسارة الخادمة، ومتسائلة من أين سأجلب غيرها إذا رحلت؟ ويتذكر أحمد علي كيف تسبب عدم وجود آلية لتصريف المياه في غرق الحي بكاملة مطلع العام الماضي، ويقول استيقظنا صباحا وقد غرق الحي بكاملة بسبب انكسار أنبوب مياه قطرة 400 مليمتر، كما أن الأمطار التي تهطل بغزارة أحيانا تتسبب في تجمع المياه بسبب رداءة الشوارع وعدم وجود تصريف مناسب ما يجعل السير في بعضها مستحيلا.وعن سبب إطلاق هذا الإسم على الحي يقول أبو حسين كانت أم الجزم نخيلا بكاملها يملكها سكان حي الدبابية الملاصق له، وحين قطعت النخيل إلى قطع تسمى جزم، اصطلح على تسميتها بهذا الإسم. ويضيف أما حي الدبابية فقد أطلق عليه العمالقة الذين سكنوه قديما هذا الإسم لأن الماء كانت تدب من أرضه دبا، أي تنبع من الأرض بغزارة.وتذكر فطينة زكي أن احتفال القرقيعان هو الوقت المفضل لديها في الحي، وتبين يحتفل سكان حينا وسكان الأحياء المجاورة، فتزين سلاسل الأنوار الملونة المنازل و يقف فرد أو أكثر أمام كل منزل لتوزيع الحلويات و المشروبات الباردة على المارة صغارا و كبارا، كما وتصدح الأناشيد المبهجة من مكبرات الصوت.أما أكثر ما يتمناه صبية الحي، فإيجاد ملعب لكرة القدم، وحديقة فالحي ضيق و لا توجد أي مساحة للعب فيها كما أن جميع المساحات الخضراء التي كانت موجودة سابقا، أزيلت و لم يوجد لها أي بديل. الحي يغرق بعد انفجار أنبوب مياه العام الماضي