لم يتبق سوى أسبوعين للاحتفال بمرور عام على الثورة المصرية، وسط مخاوف من اندلاع ثورة ثانية في 25 يناير للمطالبة بالثأر للشهداء، والقصاص من سجن طرة، وانتخاب رئيس جمهورية مدني للمرحلة الانتقالية، وتطهير أجهزة الدولة ممن أفسدوا الحياة السياسية. ويقول عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة الدكتور هيثم الخطيب «إن 25 يناير الجاري من الصعب الحكم عليه الآن أو التنبؤ بأحداثه، ولكن بالتأكيد ستكون هناك مظاهرات في كل ميادين مصر لتلبية المزيد من مطالب الثورة»، مشيراً إلي أنه حتي الآن لم يتحقق ما يتعلق بالعدالة الاجتماعية مثل الحد الأقصى للأجور، وحق المصابين والشهداء، علاوة على محاكمة الفساد وأضاف أن «المظاهرات ستكون سلمية». الثورة الثانية سلمية من جهته قال المتحدث الإعلامي باسم حركة السادس من أبريل طارق الخولي «أن 54 حركة وائتلافا سياسياً أعلنت مشاركتها في احتفالات الذكري الأولي للثورة المصرية، رغم محاولات التخويف التي يقوم بها الإعلام الحكومي والمجلس العسكري لعدم الحشد لتظاهرة تحقيق أهداف الثورة في يوم عيدها، ويؤكد الخولي أن الحشد لهذا اليوم سيستمر، وسيكون 25 يناير بداية ثورة ثانية لتحقيق أهداف الثورة «عيش– حرية – عدالة اجتماعية» والتي استشهد فيها أكثر من ألف شهيد. وأوضح الخولي «أن مظاهرات 25 يناير ستكون سلمية رغم أن المجلس العسكري يطارد النشطاء السياسيين ويترك فلول الوطني المنحل الذين نهبوا مصر طلقاء». فيما أكد ممثل شباب الثورة أحمد ماهر «أن الشباب وتنظيماته الثورية سيعود لميدان التحرير يوم 25 يناير ليس للاحتفال بمرور عام على الثورة، ولكن للمطالبة باستكمال مطالبها وتحقيق أهدافها وعدم التجاوز عن أهدافها». العيد القومي وقال أمين عام حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي أن «جماعة الإخوان المسلمين ستشارك في الاحتفال بهذا اليوم، وتقاوم أيضا أي اتجاه لتشويه الثورة وإظهارها على أنها لم تحقق أي إنتاج كما سنواجه أي فعاليات يمكن أن تفسد هذا اليوم وإبعاده عن قيمته ومعناه. وأكد البلتاجي «أنه يجب أن نحتفل جميعا بهذا اليوم العظيم، وأي حديث عن ثورة جديدة أمر غير واقعي، فالشعب المصري قام بثورة واحدة، لن تتكرر كل يوم». واتفق المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي الدكتور محمد يسري مع رأي البلتاجي قائلا «نتمنى أن يمر يوم 25 يناير علي المصريين على شكل احتفالية بالثورة التي أسقطت النظام الفاسد الذي ظل يحكم مصر لمدة ثلاثين عاما». وطالب يسري أن تكون المسيرات والاحتفالات في يوم 25 يناير سلمية، وبعيدة تماما عن أي انفعالات تؤدي في النهاية إلي صدام مؤسف، مضيفاً والسبب في احتمالية وقوع ذلك هو وجود تهويل كبير في كيفية الاحتفال. وأشار يسري إلي أن التباطؤ في محاكمة قتلة المتظاهرين بعد مرور عام سوف يدفع الكثيرين إلي الغضب. فيما رفض رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور صفوت عبد الغني الدعوة لقيام ثورة ثانية لأن الشعب المصري عرف طريقه إلي صناديق الانتخاب وحريص على تنفيذ الجدول الزمني لتسليم السلطة، ولذلك ندعو الشعب فقط للخروج في هذا اليوم لاحتفالية عظيمة للثورة وللحفاظ علي مكتسباتها. محاسبة الخائنين وأكد المرشح المحتمل للرئاسة عبد المنعم أبو الفتوح «أن يوم 25 يناير الجاري سيكون يوما لاستكمال مسيرة الثورة، وليس للاحتفال بها لأنها لم تكتمل بعد». وأضاف «أن الحديث عن خروج آمن لأعضاء المجلس العسكري هو خيانة للثورة ولدماء الشهداء، وطالب بمحاسبة كل من تلطخت أيديهم بالدماء»، مؤكدا «أن هناك من يريدون تشويه الثورة ومن فقدوا أرواحهم وأعينهم فداء للوطن، وموضحاً «أن الشباب الذين ضحوا من أجل الثورة يتميزون بالنبل، ولا يطلبون شيئا خاصا بهم، وعندما سألت الطبيب أحمد حرارة الذي فقد عينيه خلال الثورة لماذا لا تظهر ضيفاً على الفضائيات، قال: هل تريد مني أن أقبض ثمن ما قمت به». مكتسبات الثورة ويؤكد مؤسس حزب غد الثورة الدكتور أيمن نور «أن 25 يناير سوف يكون يوماً متعدد الأوجه ليشارك فيه الشعب المصري كله، ويشمل احتفالا بتخليد ذكري عريقة في حياة مصر، وللتأكيد علي مطالب الثورة المشروعة في مقدمتها الانتقال لحكم مدني، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وحق الشهداء، وتبقى هذه المطالب من فعاليات 25 يناير». وأشار نور إلي «أن هناك أغلبية ثورية لديها رؤية قد تكون متطابقة، ولكنها تؤكد سلمية وسلامة الثورة والمحافظة على مكتسباتها ، وأضاف نحن نشارك يومياً في اجتماعات للتجهيز لهذا الاحتفال بشكل يتسم بالتحضر، مؤكدا أن أي مؤشر للعنف في هذا اليوم سيقابل بالرفض من كل القوى الثورية». وقال عضو المكتب التنفيذي لائتلاف الثورة شادي الغزالي حرب «كنت أتمنى أن أكون سعيدا بهذا الاحتفال، وأن يكون يوما وطنيا، ولا يكفي قرار المشير طنطاوى بتسمية يوم 25 يناير من كل عام عيدا قوميا لثورة 25 يناير، واعتباره عطلة رسمية ، ولابد من إيقاف التحقيقات مع رموز الثورة ومنعهم من السفر وهم الذين عانوا من بطش نظام الرئيس المخلوع، وتحقيق المجلس العسكري لمطالب الثورة أهم من احتفالات ينظمها بهذه المناسبة». مصلحة الوطن فيما يرى أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة «أن مصير هذا اليوم يتوقف على سلوك الأطراف المشاركة فى الاحتفال بهذا اليوم، وعلى توافر حسن النية لدى المجتمع المصري والقوى السياسية والقدرة على تغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الشخصية لبعض الطوائف والتيارات». وأضاف نافعة «أن أحوال الشعب لم تتغير أو تتحسن بعد الثورة، ولذلك مازال هناك قطاع كبير يطالب بالحرية والتغيير بالإضافة إلى القصاص لدماء الشهداء، والمحاكمات العادلة لرموز النظام، مع استئصال السياسات التى أوصلتنا لما نحن عليه الآن، وكل هذه المطالب مشروعة». تأمين المتحف المصري قررت كلية الآثار بجامعة القاهرة عمل مبادرة لتأمين المتحف المصري استعداداً لفاعليات مليونية 25 يناير لحمايته من البلطجية والمخربين بعد دعوات لارتكاب جرائم تخريبية ضد المنشآت الحيوية، لذلك أبدى 1500 طالب استعدادهم للمشاركة فى عمليات التأمين، وعمل دروع بشرية من طلاب الكلية لحماية المتحف. أهالي الشهداء أمام مقر محكمة قتل المتظاهرين (أ ف ب)