يقترب الاتحاد الأوروبي من تسجيل توافق بين دوله بشأن تفاصيل التدابير القسرية التي يزمع الإعلان عنها خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في الثالث والعشرين من يناير الجاري في بروكسل. وأفادت مصادر أوروبية أن هذا التوافق سيسمح لكيانات أوروبية من بينها شركة “ايني” الإيطالية للطاقة بالاستمرار في تسلم شحنات النفط لسداد ديون مستحقة لها على شركات إيرانية. كما يوجد توافق أيضا على الاكتفاء بتطبيق تدريجي لحظر استيراد النفط ومشتقاته من إيران وعلى بدء تطبيق حظر النفط بعد ستة أشهر وحظر البتروكيماويات بعد ثلاثة أشهر أسوة بما سنته الولاياتالمتحدة نفسها في هذا الاتجاه. من ناحية أخرى، رأى الرئيس الأوروبي هرمان فان رومباي أنه سيكون من الصعب على منطقة اليورو تجاوز الأزمة المالية التي تعترضها بدون ربط خطط التحكم في الموازنات العامة والعجز الحكومي بتوجهات محددة لحفز النمو وإنعاش سوق العمل. وقال فان رومباي في حديث نشر الأمس في بروكسل إن قمة الاتحاد الأوروبي الاستثنائية المقبلة ستعكف على الربط بين هذين العنصرين الحاسمين لإخراج منطقة اليورو من دوامة الأزمة المالية التي تعصف بها منذ أكثر من ثلاث سنوات. وشدد على ضرورة ألا يكون ضبط الموازنات والتحكم في الحسابات العامة مرادفا لرفض أية خطط اقتصادية بديلة في المستقبل. وأوضح أن على الاتحاد الأوروبي أن يباشر بتحديد عدد من الأوليات الحيوية والعمل قدر الإمكان على تجنب مرحلة الانكماش الاقتصادي التي يخشاها الجميع. لفت الانتباه إلى أن قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة ستبحث هذه المسألة وستحدد كيفية إحداث استثمار أفضل في الموارد البشرية والبيئة للاتحاد الأوروبي. وأعلن انه سيتم اعتماد منهج جديد لإنعاش سوق العمل ومطالبة كل دولة عضو بتقديم خطة محددة سيتم مراقبتها ومراجعتها أوروبيا لحفز سوق العمل داخل كل دولة. كما دعا فان رومباي إلى ضرورة تكثيف الاستثمار الأوروبي في مجال البحث العلمي والتقنية المتقدمة والحد من الهوة في هذا المجال بينه وبين الولاياتالمتحدة والقيام كذلك بتحرير السوق الداخلية وتشجيع تنقل اليد العاملة وقال إن أحد مسببات الأزمة هو فقدان الأوروبيين الثقة في الاستقرار المالي لمنطقة اليورو.