شارع غير بعيد عن وسط الأحساء تتجمع فيه نحو 02 سيارة شبابية بشكل يومي، ويستمر بقاؤها إلى وقت متأخر من الليل.. يعمل سائقوها على الاستعراض بمواهبهم في القيادة، واللافت أن أغلب المركبات متغيرة الملامح، وتحمل كل واحدة منها لقبا فضلا عن معدات لتضخيم الصوت .. حتى أن تلك السيارات تعرف بها صاحبها من ملمحها، وصوت محركها، وطبيعة بوقها . تماشيا مع ثقافة الوسائط فإن كل سيارة شبابية تحمل «نك نيم» خاص بها .. وتزداد الدهشة لو علمنا أن أغلب أصحاب تلك السيارات من الشبان ينتظر الوظيفة فأين لهم كلفة السيارة واكسسواراتها. سعيد الأكلبي الذي يسمي سيارته ب (هنوده ) قال: إنه في انتظار الوظيفة بعد أن تخرج من الثانوية، ويحاول قتل الفراغ بالمشاركة في الاستعراضات والتفحيط، حيث يمارس الهواية مع مجموعة من زملائه في الفترة من التاسعة مساء إلى الثالثة فجرا بشكل شبه يومي. أما محمد العتيبي المعروف بين زملائه ب « هداوة» فقال إنه يمارس اللعبة لقتل الفراغ مثلما يشغل وقته بإجراء التعديلات على السيارة من وقت لآخر، حيث يقوم بتركيب مضخمات للصوت أو مايعرف ب (الهدرز) مبينا أن قيمة المضخمات تترواح مابين 1000 إلى 1400 ريال وهي أنواع منها بحريني، وسعودي وسويدي. مشيرا إلى أن هذه المضخمات تزيد عزم السيارة وقوة صوتها. العتيبي تمنى أن يتم تخصيص ناد مزود بأداوات السلامة ولو حتى برسوم ليتمكن هؤلاء الشباب من ممارسة هواياتهم بعيدا عن إزعاج الآخرين، أو مطاردة الجهات الأمنية لهم. مفيدا أنهم يقومون بالتواصل مع بعض بواسطة البلاك بيري، وتحديد الوقت ونقطة الانطلاق التي يعمدون إلى تغييرها دوما تفاديا لمراقبة الجهات الأمنية. حيث تشهد السباقات استعراضات خطيرة يتم تحديدها قبل ثلاثة أيام من بدء اللعبة أين تذهب هذا المساء فيصل العتيبي المعروف لدى العموم ب (انصراف) عشق هذه الهواية بعد أن عجز في تأمين عمل. وهوايته تتلخص في تنزيل السيارة زاعما أن ذلك يحافظ على توازنها أثناء الاستعراض مع حرصه تغيير الخطوط ولون السيارة، حيث يكلفه ذلك ما يقارب 4000 ريال. أما طارق الذيابي وسعيد الصاعدي اللذان تصادف مقابلتنا معهما إحضارهما للسيارة لتغيير لونها فيقولان أن تغيير اللون يكون لمجرد الإعجاب بالجديد لتظهر سيارتاهما بشكل مختلف مشيرين إلى أنهما يغيران لون السيارة كل ستة أشهر ويكلفهم ذلك ما يصل إلى 3500 ريال. أما عبد الله والمعروف ب(دهورة) فذكر أنه يمارس الهواية منذ سنوات، ويخسر شهريا على تغيير ملامح السيارة من 2000 إلى 2500 ريال . أما ذعر والمعروف ب(سيطرة) فيقول: أقوم بتنزيل سيارتي والاستعراض بها بشكل يومي، والمقاهي تغلق أبوابها الساعة 12 ليلا فأين أذهب ؟!) هويتك بسكات والتنجيد ثواب المعروف ب(أعاند العذال) ومفرح المعروف ب (هويتك بسكات) وثواب المعروف ب (ذبحني غلاك) من ممارسي الاستعراض يحملون المجتمع مسؤولية إقدامهم على هذه التصرفات، و بينوا أن المجتمع يعامل الشباب كأنهم منبوذون فلا يسمح لهم حتى بدخول المجمعات فيحاولون الاتجاه إلى مجالات أخرى كي يفرغوا فيها طاقاتهم حتى لو كانت هذه المجالات خطرة، مطالبين بإيجاد نواد لهم يفرغون فيها هذه الطاقات . صالح العواضي صاحب محل للتنجيد قال: إن عمله يقتصر على التنجيد الذي يجد إقبالا كبيرا من الشباب لتغيير ملامح السيارة الداخلية مشيرا إلى أنه ربح زبائن له من خارج الأحساء بسبب فخامة الأقمشة التي يستخدمها، ويستوردها من الخارج تحديدا من قطر والإمارات، وأضاف أنه ينجد السيارة الصغيرة ب 600 ريال. رعاية الشباب في المقابل أوضح نائب مدير مكتب رعاية الشباب في الأحساء يوسف بن صالح الخميس أنه لا مانع في بحث تخصيص مكان لهؤلاء الشباب بالتنسيق مع أمانة المحافظة على أن يزود الموقع بجميع ما يحتاج من وسائل السلامة ليمارس الشباب فيه هواياتهم بطريقه منظمة تحافظ على سلامتهم بعيدا عن إزعاج الناس مفيدا أنه يوجد الآن اتحاد لرياضة السيارات والدرجات النارية وجرى التنسيق مع أصحاب الدراجات النارية، كما تم وضع تنظيم محدد. وطالب الخميس الشباب بتسخير إمكانياتهم وطاقاتهم فيما يفيدهم، ويفيد مجتمعهم، وأضاف الخميس أدعو هؤلاء الشباب إلى الحضور إلى مكتب رعاية الشباب لبحث الكيفية التي يمكن بها مساعدتهم.