الدمام – حاتم سالم أيمن نور:رسالة السيسي لمؤسسة الرئاسة هي التحرك نحو حلول سياسية. اللواء سويلم: شخصيات عامة طلبت من قائد الجيش صراحة العودة للشارع. اللواء كامل: القوات المسلحة ستظل طرفاً في المعادلة دون تدخلٍ مباشر. وصف سياسيون وخبراء عسكريون مصريون الخطاب الأخير لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذي حذر فيه من «اللعب مع الجيش»، بأنه «خطاب سياسي بامتياز» لكونه تضمَّن رسائل مبطنة لكل أطراف العملية السياسية بما فيها رئيس الجمهورية القادم من جماعة الإخوان المسلمين. أيمن نور وعد السياسي البارز، الدكتور أيمن نور، أن خطاب السيسي أمس الأول، السبت، حمل رسالة واضحة لمؤسسة الرئاسة مفادها أن عليها التحرك نحو حلٍ سياسي وأن الحوار الحقيقي مع المعارضة بات واجباً حتى وإن تأخر. ورأى نور، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن على مكونات المعارضة التي ترى في عودة الجيش إلى الحكم حلاً للأزمة المصرية أن تراجع حساباتها بعد تأكيد وزير الدفاع على التمسك بالبقاء بعيداً عن تعقيدات السياسة، وعدَّ أن الحل الوحيد أمام هذه المعارضة هو التأهب للانخراط في العملية السياسية والحوار الوطني. ورفض نور، وهو زعيم حزب غد الثورة ومحسوب على التيار الليبرالي، القول إن السيسي تجاوز مهامه كوزير للدفاع حينما تناول المشهد السياسي، وقال نور «خطابه كان متعقلاً والتزم فيه بالثوابت الوطنية، وهو ما لا يتعارض مع طبيعة موقعه كقائد عام للقوات المسلحة». بدوره، رأى القائد السابق في الجيش المصري، اللواء مصطفى كامل، أن من الصعوبة فصل الجيش عن السياق العام للوضع في مصر، لافتاً إلى أن «تاريخ المؤسسة العسكرية متصل تماماً بتاريخ الدولة المصرية». وذهب اللواء كامل، في حديثه ل «الشرق»، إلى القول إن الفريق أول عبدالفتاح السيسي تعمد إرسال رسائل غير مباشرة لجميع أطراف المشهد السياسي وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة، وأضاف «رسالة الجيش للرئيس والإخوان أن المؤسسة العسكرية تعي جيداً طبيعة الصراع وتشعر بضيق الرأي العام من الخلافات بين التيارات وأن الجيش سيظل طرفاً رئيسياً في المعادلة يطمئن الشعب ويرقب الموقف دون أن يتدخل سياسيا بشكل مباشر، وهي رسالة مهمة». كما عدَّ أن حديث وزير الدفاع، والذي جاء في إطار تمرين عسكري في موقعٍ قرب القاهرة بحضور شخصيات عامة وإعلاميين لأول مرة، عن مواضيع شائكة ك «هدم الأنفاق مع قطاع غزة» و»الاستثمار في محور قناة السويس» و»حماية الحدود المصرية» كان متعمداً لطمأنة المصريين تجاه «النوايا الحكومية». اللواء حسام سويلم من جانبه، أوضح الخبير العسكري، اللواء حسام سويلم، ل «الشرق» أن وزير الدفاع ألمح إلى دور أكبر للجيش في العملية الانتخابية لضمان نزاهتها. وقال اللواء سويلم، الذي حضر خطاب السيسي من موقع التمرين العسكري، إن الأخير لم يتحدث بالتفصيل عن طبيعة دور الجيش في الانتخابات النيابية المقبلة، لكنه شدد على «أنها ستُجرى تحت إشراف القوات المسلحة لطمأنة الشعب». وكشف أن غالبية الشخصيات العامة التي دُعِيَت لحضور التمرين العسكري طلبت من وزير الدفاع صراحة النزول إلى الشارع وتنحية السلطة الحالية ممثلة في الرئيس محمد مرسي، وذكر أن من بين من طلبوا ذلك المحامي المعروف رجائي عطية والفنانين عادل إمام وأحمد بدير وآخرين، مؤكداً أن وزير الدفاع رد عليهم بالتأكيد على أن «التغيير المنتظر يمكن أن يتم من خلال الانتخابات». اللواء مصطفى كامل وفي السياق نفسه، يعتقد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، أن إعلان الجيش عدم وجود نوايا لتدخله في السياسة ينسجم مع السياق العالمي الرافض للانقلابات العسكرية والتطلعات العربية للتغيير الديمقراطي، معتبرا أن التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع ستطمئن مؤسسة الرئاسة وستزيل مخاوف الإخوان من الانقلاب.