* نحن نؤمن بمحاربة العنصرية حيثما نرى وجهها القبيح.. وجميع الأديان السماوية تنهى عن أي تفرقة سواء كانت تتعلق بالمذهب أو الجنس أو العرق أو اللون، وقد يجهل كثيرون أن هناك حروباً ونزاعات اشتعلت بسبب العنصرية، وهي مجرد نموذج سلبي في ملاعب كرة القدم لما هو متفشٍ في المجتمعات المختلفة، بعد أن سيطر على العقول الفكر المتعصب، وظن البعض أن هناك مراكز قوى قادرة على التحكم في مصير باقي البشر. * الهتافات العنصرية التي أطلقها ويطلقها بعض من جماهير الهلال في المواجهة أمام الاتحاد، هي نموذج مقيت لما ذكرته في بداية المقال، وهي من آثار الجاهلية الأولى التي قضى عليها الإسلام وحذر من التفاخر بها والتعامل على أساسها، قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» {الحجرات:13}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وفخرها بالآباء..أنتم بنو آدم وآدم من تراب». (رواه أبو داود وحسنه الألباني). *وقد سن الكونجرس في الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2009 ضمن النظام الأساسي لوائح اللعب النظيف ونبذ العنصرية وتم إدراجها بالمادة(3) التي تنص على نبذ العنصرية والكراهية ضد أي بلد أو مجموعة وضد العرق أو الجنس ويعاقب مرتكبوها بالطرد أو التعليق من المشاركات سواء كانوا لاعبين أو جماهير رياضية. * في أوروبا وللحد من ظاهرة العنصرية التي تفشت في ملاعب كرة القدم في الآونة الأخيرة، يدرس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض عقوبة الإيقاف 10 مباريات على اللاعبين أو الحكام الذين يثبت تورطهم في قضايا عنصرية، ووفق حديث الأمين العام للاتحاد الأوروبي، وقد يتم إغلاق جزء من الملاعب أو يتم إغلاقها بالكامل إذا ما قام الجمهور بتوجيه ألفاظ عنصرية، وفي حال تكرار الهتافات من نفس الجمهور ستصل الغرامة إلى 50 ألف يورو (42700 جنيه إسترليني). * في حين نجد العقوبة في السعودية، نقل مباراة رسمية للنادي خارج مدينته إذا تم توجيه ألفاظ نابية وبذيئة قبل وأثناء أو بعد المباراة، مع توجيه إنذار شديد اللهجة للنادي، ويتم تطبيق العقوبة بناء على وصف مراقب المباراة للمخالفة، وإذا كانت الهتافات جماعية ومسموعة، وتم تكرارها مراراً، فسيتم إصدار العقوبة بعد دراسة التقرير. (وسلملي على التقرير). قف من وجهة نظري، أرى أن الهتافات العنصرية تهدد الوحدة الوطنية، كوننا شعباً واحداً لا فرق بين كافة أفراده من حيث الحقوق والواجبات، ويجب تدخل حقوق الإنسان وجهات أخرى ذات علاقة، لوقف هذا السلوك «المعييييب».