ولَّد قرار نقل مدرسة لتحفيظ القرآن بإحدى القرى بمحافظة «أبوعريش»وفصلها عن مدرسة أخرى مشتركة معها في المبنى، حالة من الغضب لدى الأهالي وأولياء الأمور، الذين أبدوا امتعاضهم، مؤكدين أن قرار النقل في هذا التوقيت سبَّب لهم حالة من الارتباك والفوضى، فضلاً عن منسوبي المدرسة الذين لم يقل امتعاضهم عن الأهالي. المدرسة التي تقع في حي الخالدية بمحافظة أبوعريش والتي سيتم فصلها عن الابتدائية الأولى سيتم نقلها إلى شرق أبو عريش بجوار قرية «قنبورة». الأهالي أكدوا أن المبنى حائز على الجائزة الأولى لبرنامج «فينا خير.. مدرستي مسؤوليتي» على مستوى المنطقة، ولم يذكر حينها أي ملاحظات عليه، مؤكدين أن هذا القرار سيكون سبباً كبيراً في عزوف بناتهن عن التحفيظ، كما حدث سابقا مع متوسطة وثانوية التحفيظ بعد نقلها، ورأوا أن النقل جاء في وقت ضيق لا يمكن لهم التأقلم معه، وأن ذلك جاء رغم وجود مبنى حكومي حديث الإنشاء داخل سور المدرسة، وفي نفس الحي وفارغ منذ أكثر من أربع سنوات. عدم توفر مواصلات وتقول حنان محمد أم إحدى الطالبات: «النقل في السابق سبَّب عزوفاً عن المدرسة، فبُعد المسافة وعدم توفر المواصلات، قلل عدد الطالبات المنتسبات لمتوسطة وثانوية التحفيظ إلى أقل من مائة طالبة، رغم أنه صرف لهم مبنى من ثلاثة أدوار، وحين كن في نفس الحي كانت أعداد الطالبات تزيد على المائتين، وهذا ما سيحصل للابتدائية بعد فصلها ونقلها». وتتساءل نوال قاسم: «لمصلحة مَنْ هذا النقل والتفريغ خصوصا أنه يسبب عزوفا كبيرا للطالبات، و نتمنى أن تسمع أصواتنا، ونكتفي من عشوائية قرارات التعليم بمحافظة أبو عريش». سلامة المبنى أما جبريل محمد «ولي أمر» فيقول: «هناك مبنى مجاور للمدرسة، فارغا لأكثر من أربع سنوات، لماذا لم يُستغل وقد كانت مدرسة التحفيظ المتوسطة والثانوية فيه لمدة عام دراسي كامل قبل نقلها إلى آخر، ما يؤكد سلامة المبنى، وقال: أعتقد أنهم يتخبطون في قراراتهم، أيعقل أن يظل مبنى كلف الدولة مبالغ مالية كبيرة، دون الاستفادة منه طوال تلك السنوات، بينما تنقل المدارس الحي إلى مدارس بعيدة، أو تحول للفترة المسائية. فلمصلحة مَنْ يحدث هذا؟ مؤكداً أن مصلحة الطالبات أن يبقى المبنى في نفس الحي وهن من ساكنات الحي نفسه» التوقيت سيئ وانتقدت صالحة محمد إحدى منسوبات المدرسة القرار، مؤكدة أن «النقل أربك أعمالنا، وعطل خططنا الدراسية فعلى مدار أسبوعين كانت المشرفات يحضرن، ويعطلن سير اليوم الدراسي، ويطالبننا بتسليم المهارات، ونتائج التقويم بشكل سريع لقرار النقل الذي لم يمهلنا حتى لتعديل الدرجات بشكل دقيق، وجعلنا نتخبط في أعمالنا، خصوصا وأن منا معلمات مشتركات بين المدرستين المراد فصلهما» وتضيف صالحة: «حققت مدرستنا نجاحاً متميزاً في تنفيذ مشروع «فينا خير.. مدرستي مسؤوليتي»، ضمن 18 مدرسة للبنين والبنات على مستوى المنطقة، وحازت على الجائزة الأولى لتنظيمه ونظافته، ولم يرد خلال ذلك أي ملاحظات عن تهالك المبنى وتصدعه، وإن كان تهالك المبنى وارداً فهل يكون قرار فصل المدرستين عن بعضها، وإخلاء 180 طالبة، حفاظا على سلامتهن، فيما يترك أكثر من 400 طالبة إضافة إلى منسوبات المدرسة اللاتي يزيد عددهن على المائتين في ذات المبنى المتهالك سليماً؟ وكأن أرواحهن رخيصة للتضحية بها..؟ في انتظار رد المتحدت «الشرق» قامت بالتواصل مع إدارة التربية والتعليم بجازان، لكنها لم تتلق أي رد على استفساراتها حتى ساعة إعداد هذا التقرير. يذكر أن المبنى المهجور الذي كتبت عنه الشرق بتاريخ 29-11-2012 وتحت عنوان «مبنى مدرسي حديث في أبو عريش متروك للأتربة والهوامّ أربع سنوات»، يقع في نفس محيط وساحة المدرسة التي جاء قرار فصلها إلى مدرستين، فيما جاءت استجابة إدارة التعليم بجازان لما نشر بتفريغ المبنى الآخر..