شنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على محيط العاصمة دمشق فجر أمس، وقالت مصادر إعلامية في الجيش الحر ل«الشرق» إن عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق استهدفت نحو أربعين موقعاً عسكرياً لقوات النظام السوري منتشرة شمال وشمال غرب دمشق وأهمها اللواء 105 حرس جمهوري واللواء 104 ولواء صواريخ ومستودعات ذخائر في جبل قاسيون ومبنى البحوث العلمية في ضاحية جمرايا شمال غرب دمشق وموقع قرب معامل الدفاع بضاحية الهامة 12 كيلو متراً (شمال غرب) وموقع للفرقة الرابعة قرب ضاحية قدسيا ومستودع أسلحة للفرقة الرابعة بضاحية قدسيا وموقع بين بلدتي معربا والتل (شمال) يرجح أنه موقع صواريخ إستراتيجية (سكود)، وبحسب المصادر تجاوز عدد الانفجارات الأربعين ما بين متوسطة وكبيرة، واستمرت الغارة الإسرائيلية من الساعة الواحدة والنصف حتى الخامسة من صباح أمس، وذكر شهود من مدينة دمشق أن أصوات الانفجارات كانت ضخمة جداً وشعروا باهتزاز مساكنهم، وقال شاهد من ضاحية قدسيا ل«الشرق»: إن أصوات الانفجارات كانت قوية جداً، وأن منزله اهتز وكأنه تعرض للزلزال. وبقي السوريون في دمشق ومحيطها ليل السبت مستيقظين حتى صباح أمس في جو من الرعب الشديد، في حين أطلق الموالون للأسد نيران بنادقهم بشكل عشوائي في سماء المدينة. إلى ذلك، قال ناشط من مدينة بانياس ل«الشرق» إن احتفالات شهدتها القرى العلوية في ريف المدينة إثر المجزرة التي ارتكبتها شبيحة النظام في قرية البيضا وبعدها رأس النبع، وأكد الناشط الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية أن عدداً من سكان القرى نزلوا برفقة الشبيحة وشاركوا في المجزرة، مشيرين إلى أن ذلك ما كان يجب أن يحدث منذ البداية، ونوه الناشط بأن ما يسمى جيش الدفاع الوطني منع سكان بانياس من النزوح شمالاً فتوجهوا جنوباً نحو طرطوس وقوبلوا فيها أيضاً باحتفالات مرحبة بالمجزرة، مشيراً إلى أن بعض العلويين في قرى بانياس وطرطوس صاروا يعدون بشار الأسد ممثلاً لله على الأرض. وأفاد ناشطون من بانياس باستمرار العملية الأمنية في أحياء المدينة، وأن قصفاً مدفعياً من البحر طال أمس الأحياء السنّية في المدينة، بينما سجل انتشار أمني وعسكري كثيف في مدينتي جبلة واللاذقية وسط تخوفات من ارتكاب مجازر جديدة بهدف التطهير المذهبي تمهيداً لتحويل الثورة السورية إلى حرب أهلية شاملة بهدف إبقاء التقسيم ملاذاً أخيراً لإنقاذ النظام.