خِلال أسابيع قليلة فَقط، كان عليَّ أن أسترجع، وأن أتصبر، وأترحم على فَقد زوجة الخَال اللواء عباس المويس مدير شرطة المنطقة الشرقية السابق «أم محمد»، التي عانت كثيراً مع المرض وظلت منومة على السرير الأبيض في أحد المستشفيات بالمدينةالمنورة حتى عيد الفطر المبارك، وتوفيت في الرابع من شوال الماضي، وكان في نفس الوقت الخال عباس يرقد في مستشفى آخر بالقرب منها، بسبب بعض الأمراض والآلام في المعدة التي كان يُعاني منها لسنوات طويلة، وبعد أن تحسنت حالته الصحية خَرج من المستشفى وقمت بزيارته في منزله العامر بالمدينةالمنورة، وفَرح كثيراً بزيارتي له وكان يَسألني عن الأسرة وعن الأهل والأقارب وهو في غاية السعادة والسرور، ولكنه ما زال يَتألم من المرض وابنته الاستشارية الدكتورة عبلة تقول له إنك بِخير وعافية وتحسن يا بابا، وسوف أصحبك معي إلى مكةالمكرمة، ولم تَمض عِدة أيام إلا وتَفاجأت برسالة من الخال علي المويس يُبلغني بخبر وفاته، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبعد انتهاء مراسم العزاء، أي بعدة أيام قليلة، أبلغني بوفاة التربوي والمربي القدير الخال سليمان المويس مساعد مدير تعليم منطقة المدينةالمنورة الأسبق، الذي نعاه الكاتب المعروف محمد صالح البليشي بأرق وأجمل الكلمات ووصفه بأنبل العبارات.. ومثلي ولِمَا تَربطَني بِهم من صلة القرابة انتابني شيء من الحزن على فَقدهم، ولكن هذه هي أحوال الدنيا حيث خيم الحزن على الأسرة. وهنا عَادت بي الذَاكرة لِكي أتذكرهم وأشيد بِحرصهم، يَرحَمهم الله، على صِلة الأرحَام والخُلق الكَريم الذي عُرف عَنهم جَميعاً، فَعندما يَكُون الأقرباء على هذه الدرجة العَالية من التَواصل فَيكون الحُزن في هذه الحَالة أعمَق أثراً فَكُل مَا يوده ويَتمناه المرء هو التَواصل بِمعناه الجَميل لِكي تَبقى ذِكرَاه العَطرة والمُؤثرة في النُفوس، رحم الله هؤلاء الأخوال الأعزاء، ورحم الله تلك الخالة الفاضلة وجَميع مَوتى المسلمين، وأطال الله في أعمار من هم على قيد الحياة: «الخال منصور، الخالة أم سعد، الخالة وهبة أم عبدالله».. إنا لله وإنا إليه راجعون.