بمشهد مُثير للشفقة يقف منسوبو أمانة منطقة الرياض على أرصفة الشوارع وفي جنبات الطرق الغارقة تحت مياه الأمطار ليلوِّحوا بأيديهم ويوجِّهوا المركبات المارة.. وإيقافها أحياناً حتى يتم الانتهاء من عملية تجفيف الطرق من مياه السيول بواسطة آليات الشفط! . وأقول لو كان هذا المشهد يحدث في بداية نشأة الدولة لقبلنا به، حيث لم نكن قد انفتحنا بعد على النظم والوسائل الحديثة في تصريف المياه ودرء السيول. ولكن أن تتم إدارة أزمات الظروف الجوية المتقلِّبة بهذه الطريقة التقليدية، وعلى نظام « الفزعة».. فهذا أبداً لا يرضينا. فهل يمكن أن نقبل بهذه الطريقة لتصريف المياه في عصر الابتكار والتطور والتمدن، وفي ظل إمكاناتنا الكبيرة المتوافرة. ثم هل ستكون هذه طريقتنا المُثلى دائماً في تصريف مياه السيول !، وهل علينا في كل عام تهطل فيه الأمطار بهذه الغزارة أن ننتظر « فزعة « موظفي الأمانة بسياراتهم الصفراء ووميض ضوئها الأصفر وآلياتهم لتخليص شوارعنا الغارقة التي تغص بها مياه الأمطار! . المخيف في الأمر أن هذا الاستنفار من منسوبي أمانة منطقة الرياض وهذه الجهود التي يقومون بها من طلب الآليات الخاصة بشفط المياه ووقوفهم عليها في الشوارع وإرشاد المارة، جاءت بسبب أمطار انهمرت في مدة لا تتجاوز نصف الساعة كحد أقصى، ماالذي سيحدث لو استمر هطول المطر أكثر من ذلك الوقت، كما يحدث في بعض الدول التي تهطل الأمطار عليها يومياً وبشكل مستمر. هل تعتقدون أن موظفي الأمانة حينذاك سيتمكنون من «الفزعة» والوصول إلى الشوارع الغارقة بمياه الأمطار… بسياراتهم الصفراء وآلياتهم ليخلِّصوا الشوارع من غرقها؟!