شوارع وازقة العديد من أحياء شمال وجنوب جدة مازالت تغرق في بحيرات من المياه الراكدة التي خلفتها الأمطار التي هطلت على جدة مؤخراً ولم تزد مدة هطولها عن نصف ساعة. ورغم تنفيذ شبكة تصريف مياه الأمطار والسيول في العديد من شوارع جدة إلا أنها لم تعط أي فائدة في امتصاص وشفط المياه التي تجمعت في الشوارع. وأظهرت أمطار (نصف الساعة) أن هذه الشبكة التي تكلف إنشاؤها ملايين الريالات كانت مجرد حفريات دون فائدة، مما يستدعي مراجعة ومحاسبة للشركات التي نفذت هذه المشاريع التي يتم تنفيذها بطرق لا تلتزم بالمواصفات المطلوبة ولا تلتزم بالجودة في التنفيذ، ومساءلة كل من ساهم في الموافقة على مثل هذه المشاريع التي استندفت الملايين من دخل الوطن دون فائدة. العديد من أحياء جدة غرقت في المياه المتجمعة في الأزمة والشوارع .. أصبحت البيئة مواتية لتوالد وتكاثر البعوض مما يهدد السكان بالحُميات والملاريا، وهذا يتطلب من الأمانة أن تحرك آلياتها الخاصة بشفط المياه بصورة عاجلة خاصة المياه المتجمعة وسط الأحياء.. وعدم الاكتفاء فقط بشفطها من الشوارع الرئيسية بعد فشل شبكة تصريف مياه الأمطار في ذلك. وقد تجددت مخاوف سكان أحياء شرق جدة من ارتفاع منسوب مياه بحيرة الصرف الصحي شرق جدة بسبب هطول الأمطار مما قد يؤدي إلى إنهيار السد المانع لمياه البحيرة، وإغراق تلك الأحياء وما حولها.. مما يتطلب حلولاً جذرية عاجلة لهذه المشكلة المسماة بحيرة الصرف الصحي تعيد لسكان الأحياء القريبة منها الاطمئنان وتخلصهم من آثارها السلبية على البيئة وصحة الناس. السؤال الذي لازال يتردد على ألسنة سكان جدة.. ماذا سيكون عليه حال المدينة لو استمرت الأمطار بالهطول عليها لعدة ساعات.. أو لنصف يوم فقط؟! لا شك والعلم عند الله أن الوضع سيكون كارثياً.. من خلال ما كشفته أمطار نصف الساعة.