في أول اختبار حقيقي لقدرة العاصمة على استيعاب سيول الأمطار وتصريفها هذا الموسم، سجلت شوارع الرياض أمس ومساء أول من أمس، مشاهد أظهرت صعوبة في التصريف، وسوءا في تنفيذ بعض مشاريع الطرق خاصة الأنفاق التي تحول بعضها إلى "شلالات" تنهمر منها المياه على السيارات المارة وسط الأنفاق. وخلال رصد "الوطن" لعدد من الشوارع صباح أمس، لوحظ وجود كثيف لعمالة صيانة الطرق وأعداد من صهاريج شفط المياه التابعة لأمانة منطقة الرياض لسحب تجمعات المياه من الشوارع المنخفضة التي تحولت إلى بحيرات لم تجد طريقا لتصريف مياه الأمطار، فيما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي "فيديو" مصورا لأحد أنفاق طريق الملك عبدالله الذي افتتح أخيرا والمياه تتسرب من سقف النفق من الفتحات المخصصة للإنارة وسط استياء كبير من آلية تنفيذ هذه المشاريع، مطالبين بتدخل هيئة مكافحة الفساد للتحقيق في هذه المشاريع وآلية تنفيذها خاصة وأنها كلفت مئات الملايين. وقال أحد المواطنين حمد رشيد: إنه بالرغم من هطول أمطار متوسطة على العاصمة إلا أنها فضحت بعض المشاريع التي كان السكان يمنون أنفسهم بافتتاحها لتظهر على حقيقتها، كما حدث في أحد أنفاق طريق الملك عبدالله الذي تحول إلى شلالات لمياه الأمطار التي تسربت من أعلى النفق في مشهد مؤسف، يكشف سوء تنفيذ المشاريع التي رصدت لها مئات الملايين من الريالات، مطالبا هيئة مكافحة الفساد بالتدخل ومحاسبة المسؤولين عن إرساء وتنفيذ هذه المشاريع التي كشفها هطول أمطار متوسطة، وقد يكون المخفي أعظم فيما لو تعرضت العاصمة لأمطار غزيرة أو فيضانات لا قدر الله. ويشير المواطن ناصر العنزي، إلى أنه بعد مرور ساعة من هطول الأمطار لم يستطع المرور مع بعض الشوارع التي تحولت إلى مستنقعات لم تجد طريقا للتصريف، كما أن بعض الأحياء ارتفع فيها منسوب المياه حتى وصل لأبواب وأفنية المنازل في مشهد يعكس سوء التخطيط والتصريف في الكثير من شوارع وطرقات وأحياء العاصمة. يذكر أن الأمطار بدأت مغرب أول من أمس واستمرت قرابة نصف ساعة، أعقبتها زخات خفيفة على فترات متقطعة قبل أن تتوقف منتصف الليل، وبحسب الدفاع المدني تم تسجيل 16 حادثا ما بين حالات احتجاز وحرائق والتماسات كهربائية وسقوط لوحات.