درجت العادة في مجتمعنا على تقييم الآخرين بناءً على نظرية فلان «يمدحونه» وفلان «ما يمدحونه»، وهي تُبنى بناءً على رأي بعض الأشخاص فيهم، سلباً أو إيجاباً، حسب تجربة الشخص، الذي تعامل معه، وموضوعيته وكفاءته في الحكم على الآخرين، وبعضهم يقيّم الناس بناءً على تجربة عابرة دون الخوض في تفاصيلها والظروف المحيطة بها، فتأتي النتيجة مبتورة، خصوصاً حينما تأتي دون سماع الرأي الآخر. الخطورة هي في التسرّع بالحكم على بعض الناس بالسلبية دون التأكد من ذلك. أحياناً كثيرة نأخذ تقييمات وكالة «يقولون» للآخرين، ثم نكتشف في أوقات متأخرة كم ظلمنا أناسا رائعين نتيجة تقييمات جائرة، حكمتها ظروف أو أهواء أو أناس غير منصفين. وأفضل حكم على الناس هو أن تضع نفسك مكانهم في الحالة التي بنيت عليها تقييمك، هل كنت ستستطيع أن تفعل أكثر مما فعل؟. الحكم على الآخرين «للعاقلين» لا يأتي إلا بعد التجربة الشخصية معهم، تلك التي تعي تفاصيلها تماماً، مع إعطاء الأعذار لهم حينما تأتي مسبباتها، و»أعقل الناس أعذرهم للناس» خصوصاً إذا لم تكن هناك إساءات بقصد، ولم يكن هناك تقصير مع مقدرة. الاستعجال في الحكم على الآخرين «لوثة اجتماعية» إن صحت التسمية، والوقت كفيل بتمحيصهم، ومعرفة معادنهم لمَن يحسنون تدبر الأمور، وهناك أمور لا يسعفك الوقت فيها للحكم على الآخرين والتعامل معهم، مثل أمور الزواج والخاطب الجديد، غير القريب من العائلة، ما يضطر الناس معها إلى تجميع الآراء من أناس عاشوا معهم مسبقا أو تعاملوا معهم، وهنا تأتي ضرورة سؤال الناس الموضوعيين المنصفين، الذين لا تأخذهم الأهواء وإنما العقل والضمير.