بيّن د.سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" أن المقارنة بين الأشياء سنة كونية وأضاف بأن المقارنة مستمرة معنا في حياتنا اليومية فحينما تبحث في قوقل تعمل على مقارنة بين النتائج، فالضد يظهر حسنه الضد، وبضدها تتميّز الأشياء، فالإنسان كائن مقارن سواء صدح الإنسان بالمقارنة أو لا، فالإنسان في يومه يجري آلاف المقارنات وهو لا يعلم، فالأضداد تتمايز في ما بينهما، فهناك المقارنة بين الكتب والمذاهب الفقهية وهناك دراسات المقارنة سواء الدراسات الشرعية أو دراسات الحضارات أو الدراسات المعرفية، وهناك أيضا المقارنة السلبية العكسية وهو حينما يكون لديك طفل معاق أو مريض أو تغيّر في الوضع قبل الزواج وبعده وقد لا يتكيف الإنسان مع هذا الوضع الجديد وهو ما يُسمى النكوس في علم النفس وهو عدم التكيّف مع المهمات الجديدة، فالإنسان عادة ما يقارن نفسه بين الأمس واليوم، وهناك حكمة لا تتوقف وهي أن حياة الإنسان مجموعة من التجارب التي يكون بعضها أنضج من بعض، وحينما تتحدث مع الآخرين لن تكون منصفا حينما تجري مقارنات بين فلان وآخر فهذا أحسن صورة منك أو هذا أذكى منك فلابد من الأسلوب في التعاطي مع الآخرين من أجل أن تكسب الناس فتثني على نجاحاتهم أو تتعاطف مع أفعالهم، وقد تُشعر الناس بعدم الأهمية حينما تُجري مقارنات بين الناس فلان أحسن من فلان وهكذا، بل من الخطأ أن تُجري هذه المقارنات بينك وبين غيرك وتستسلم لها فالإنسان علم مستقل بذاته، وهناك مشكلة تربوية حينما نربي الأبناء وهي حصول مقارنات، هذا أحسن منك وأخوك أعقل منك وهكذا، فالمقارنات بين الأبناء أسلوب تدميري وليس بالامر التربوي، وكثير من الأسر يجرون مقارنات بين الولد والبنت من حيث الجنس أو المستقبل بل حتى أن بعضهم يفرح بأولاد الأولاد ولا يفرح بأولاد البنات!! وهذا فهم مغلوط نفعي ومقارنات ظالمة " وأضاف العودة بأن المقارنة بين الموظفين قد تساعد في تمييز الموظفين فقال:" قال خبير إداري بأن التمييز للموظفين يزيد من كفاءة الموظف وتحفيزه ويؤكد على أهمية التمييز الوظيفي على أساس الكفاءة الوظيفية وكأنها من قطعيات الإدارة فقد يكون الموظف يقارن بين الرؤساء فقد تطول مدة المدير ويملّ منه الموظفون، لكن الجديد له لذة، وهي مقارنة جيدة لو نضيف ما عند الآخرين إلى ما عند نفسه فكل إنسان عنده قدرة على إتمام النقائص في نفسه ".