شهد مستشفى سعد التخصصي، أمس، إعلان حالة ولادة نادرة لتوأم، أحدهما طفلة سليمة مكتملة الأعضاء، كان الآخر عبارة عن «كتلة جنينية بلا قلب وغير واضحة المعالم». وكشف استشاري ورئيس قسم النساء والتوليد ووحدة طب الأم والجنين في المستشفى الدكتور عدنان عاشور أن الحالة تعد نادرة بنسبة 1 إلى 35 ألف توأم. ودخلت الأم، من جنسية عربية، المستشفى وهي في الأسبوع 22 من الحمل، واستمرت المتابعة حتى الأسبوع ال 35، وعلى الرغم من المضاعفات الخطرة في مثل هذه الحالات إلا أن الأبوين فضلا عدم التدخل الجراحي حتى اللحظات الأخيرة، التي قرر فيها الفريق الطبي إخراج المولود (بنت) عبر عملية قيصيرية، وبلغ وزنها 2200 جرام، فيما كان وزن الكتلة الجنينية، التي تتحرك تلقائيا، 1.63 كيلوجرام. وأوضحت المديرة التنفيذية في المستشفى الدكتورة منى الخنيزي أن الطفلة أدخلت العناية المركزة لمدة عشرة أيام فقط، مبينة أن في مثل هذه الحالات عادة ما يتعرض الطفل السليم إلى فشل في وظائف الجسم وخاصة القلب والكبد والرئتين، إلا أن الطفلة تجاوزت ذلك ولم تحتج إلا إلى عناية قليلة. ووضعت الأم مولودتها قبل شهرين ونصف من إعلان المستشفى الحالة، التي تعد نادرة، وأوضح عاشور أن الأم ترددت على عدد من الأطباء وأجمعت تشخيصاتهم على أن هناك توأمًا، توفي أحدهما، ومع إجراء الفحوصات المتقدمة، تبين أن هناك جنينًا غير مكتمل، يتغذى عبر تدفق الدم العكسي من أخته السليمة عبر وعاء صغير «وريد»، ولا يكفي لتغذية باقي أجزاء جسده المختلفة، ما أدى إلى أن تآكل معظم أنسجته وكأنه كرة من الشعر يظهر منها الجلد والرجل. وبين أن ذلك شكل عبئًا على الجنين السليم وزاد من خطورة قصور وظيفة قلبه وفشله ومن ثم وفاته، مضيفا أن معدلات الخطورة تتزايد كلما زادت متطلبات وحجم الكتلة الجنينية، فإذا تجاوز حجمها ال 50٪ من حجم الجنين المتكامل يصل احتمال الوفاة داخل الرحم للجنين السليم حوالي 70٪.، ويتجاوز احتمال الوفاة ال 95٪ إذا وصل حجم الكتلة الجنينية إلي 70-75٪ من حجم الجنين السليم. وأوضح عاشور أن المتابعة استمرت أربعة أشهر ونصف، حتى وضعت الأم طفلتها.