لاتُقلِعي- يا سماءُ- وأَمطرِي.. وأمطرِي.. وأمطريِ، فمَا ثّمَّ مِن تنّورٍ، منذُ أن ماتت أُمّنَا التي كانت تَصنَعُ الخبزَ لَنا في صُبحِنا المشمس. وإذن.. فما بِتنَا نرقبُ- مِن بعدِها- أيَّ شيءٍ مِن شأنِه أن يفور لا تنورٌ ولا سِواه!، مع أنّ الأرضَ تأبى بعنادٍ صارمٍ أن تَبلَعَ ماءها، فيما الماء هو الآخرُ يُعلِنُ تلكؤه فيأبَى تالياً أنْ يَغيض. ضجّت الأماكنُ كلّها وهي تقولُ: «بُعْدَاً لقومِ.. الأمانةِ والدّفاع». فَقِفوهم واحداً تلو الآخر، إذ طالَ عليهم الأمدُ، وهم لا يُسألون!. ألا ترونَ ما أرى؟ إنّي أرى جَبلاً مِن كومةِ أحجارِ: «الدّفاع المدني» لم يستقرّ مكانَهُ.. فألفيتُهُ وقد اِندكّ دكّاً دكّا، وذلك بفعل بلاغاتٍ قد أرهقتهُ صَعَودَا.. فجعلت منه فاقداً ومفقودا.. ومبحوثاً عنهُ لا باحثاً. وإذن.. فلا عاصمَ اليومَ من أمر الله إلا : «الشّيولات»! أستغفر اللهَ إن كنتُ قد أشركتُ دون أنْ أعلم. ومهما يكن الأمر.. فليسَ مِن: «جوديٍّ» يلوحُ في الأفقِ، فعلى أيِّ شيءٍ إذن ستستوي :»السّفينةُ»؟! قلنا لكلِّ أبنائِنا اركبوا معنَا في : «السفينةِ» ؟! نظروا إلينَا مغاضبينَ ثّم قالوا: لا أجبناهم بحنقٍ: ستغرقونَ إذن! تهكموا بالردّ علينا قائلين: سنأوي إلى «إجازةٍ» تَعصِمنَا من مدرسةٍ تجاوزنَا في كرِهِهَا حدّ المقتِ- وساء سبيلُنا مع فصولِها كلّها-! ويّ.. كأنّهُ فعلاً قد: ساءَ صباحُ المُمطَرين! لا أدري! كلُّ الذي أدريهِ أنّ: «هيئةَ الأرصادِ» هي وحدها مَن تتحمّل وزرَ : «الإحراج» للدفاعِ المدني وللبلديات!، ولقد كانت في غِنىً عن مثلِ هذه: «اللّقافة» المبكّرة! نعمٌ.. كانَ بوسعها أن تصمتَ -كما كانت قبلاً- حتى وإن راحَ ضحيّة صمتِها: «بضع مئات» من المواطنين يهلكونَ عادةً: «بقضاء الله وقدره»!، ذلك أنّ الأهمَّ فيما يجب أن تُراعيه: «هيئة الأرصاد» هو: أن تنأى بالدفاعِ والبلدياتِ عن: «هتكِ» سِترِ فضائحياتٍ يكونُ من أثرها السلبيِّ افتقادُ الناسِ الثقةَ بوزاراتِهم الخدمية؟!، تلك التي لا يفتأ مسؤولوها مِن ترديدِ : «كل شيء تمام»!. وأقسِمُ غير حانثٍ بأنَهم لصادقون!، ذلك أنّهم لم: «يُجَرَّبوا»! ولئن: «جُرّبوا» فإنّهم سرعان ما (يجيبون العيد)!!، الأمر الذي انتَهى ب: «شَرفِ المطرِ» إلى أن يأبى إلا أن يتضامنَ قدراً ثّم وطنيّةً مع شقيقهِ شريفِ: «نزاهة»! إذ أقسمَ -المطرُ- الأيمانَ المغلّظةَ هذا العام، بأنْ يقومَ بالدّور كلّه نيابةً عن شقيقتهِ: «نزاهة»!. وبكلٍّ.. فلا يستقيم أمر هذه الكتابة دون إلفات نظر: «الدفاع المدني» إلى أهميّة دعوة منسوبيهم إلى إقامة: «صلاةِ استيقاف.. ونقل» يكون فيها الدعاءُ على هذا النحو: «اللهمَ بعيداً عنا لا علينا ولا حوالينا.. اللهم على ظهور جبال إسطنبول.. وعلى آكام ماليزيا.. وعلى بطونِ أودية مسقط.. ومنابت شجر جاكرتا».