يطلق الدفاع المدني تحذيراته، مرة تلو الأخرى مع بدء هطول الأمطار، ولكن قاعدة «ليس من سمع كمن رأى»، في داخل كل واحد منا، تدفعنا لتجاهل التحذيرات، والخروج لاستطلاع أخبار الأمطار! وبعد لحظات تنهال البلاغات على غرفة العمليات، وتبدأ رحلة الإنقاذ، ويتوزع رجال وآليات الدفاع المدني في كل اتجاه، وتعجز الآليات عن ملاحقة «الغرقى»، وترتفع الأصوات بنقد رجال الإنقاذ. لا أنكر وجود نقص كبير في تجهيزات الدفاع المدني، وضعف تأهيل أفراده، ووجود وقت كاف للاستعداد قبل حالة الأمطار المستمرة التي تشهدها البلاد حالياً، ولكن يجب أن نعترف بجزء من أخطائنا وحماقاتنا، حين نخرج أفواجاً لمجاري الأودية والسيول، وحين تقع الكارثة نرمي كل أخطائنا على أفراد الدفاع المدني. لدينا حالة «فضول» تجاوزت الحدود، وفشلنا في معرفة أسبابها ومعالجتها؛ لذلك فإن الوقت حان لفرض نظام وعقوبات صارمة لوقف استنزاف الجهود، وإيقافنا جبرياً عن قتل أنفسنا!