يترقب الناس هذه الأيام هطول الأمطار.. ويتعطش الجميع لنزولها.. ويفرحون فرحا عظيما بها.. ولعله من شدة فرحهم بالأمطار تدافعهم نحو مجاري السيول والأودية دون خوفا أو حذر من عواقب التهور و الاندفاع وقد نسي الناس أو تناسوا ما حدث في أعوام سابقة حيث سقوط ضحايا التهور والاندفاع حتى أن الأجهزة المعنية في الدفاع المدني والدوريات خانتها الخبرة والتجربة (إن كانت متوفرة لديهم) في التعامل مع تلك الحوادث التي وقعت وأعتقد جازما أنهم أغلقوا ملفات تلك الحوادث دون أن يعيدوا الدراسة لها والاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها الناس أو وقعت بها تلك الأجهزة من خلال التحذير أو إغلاق منافذ الأودية التي تشكل خطراً على الناس أو أثناء عمليات إنقاذ المحتجزين أو الغرقى .. أغلقت تلك الأجهزة ملفات تلك الحوادث وأعفت نفسها من وضع خطط ترمي للوقاية من وقوع تلك الحوادث ولعلني هنا أضع بعض الأسئلة التي ستكون مفتاحا لمساعدة الأجهزة المعنية للعمل الجاد المثمر فأقول :- ماذا لو أن الدفاع المدني بالقصيم قد سعى بجهوده لتأمين طائرة إخلاء بدلا من الاستعانة بالمناطق البعيدة ؟؟ وأذكر في هذا الصدد أن إحدى الطائرات قد جاءت في حادث غرق معلم عنيزة متأخرة وعند السؤال قيل أنها جاءت وتوقفت للتزود بالوقود وقد أخذ ذلك منها وقتا طويلاً .. ثم أنني أقول إن إغلاق المنافذ المؤدية لوادي الرمة لم يكن جيدا وكان جديرا برجال الأمن والمرور إغلاق المنافذ بدقة مالم يكن الأشخاص لهم مهمات عمل في نفس الموضوع وأذكر هنا أن أحد المصورين الصحفيين جاء لتغطية حادث احتجاز فمنع من الدخول لكن الصحفي فوجئ بدخول أناس لا علاقة لهم بالموضوع ومثل ذلك يحدث في مناسبات كثيرة فالإغلاق مطلوب وعدم الاكتفاء بالتحذيرات و الإرشادات الموجهة للمواطنين لأن الناس يحتاجون لبعض الحزم .. أتمنى أن نكون جادين في مثل هذه الأمور وأن لا تأخذنا العاطفة مع الناس وهم يرون الخطر فيرمون بأنفسهم عليه وإذا ماحدث لهم مكروه رموا بالمسئولية على رجال الدفاع المدني أو الأجهزة المساندة لها وفق الله المخلصين سليمان بن على النهابي [email protected]