أزمة النادي إدارية.. ولن ينصلح الحال إلا برحيلهم أخطاء العمومية فضحتهم ولن أسكت على تهميشي طالبت بالتحقيق مع المحاسب القانوني لكنهم تجاهلوا الأمين العام وراء سقوط الفريق للأولى.. واللاعبون ضحية سياسة التخويف شنَّ عضو مجلس إدارة نادي القادسية، المستشار القانوني محمد الرتوعي هجوماً لاذعاً على إدارة ناديه، متهماً إياها بتبديد الأموال وسوء إدارتها ما تسبب في تدهور أوضاع النادي، مبدياً استياءه الشديد من سياسة بيع عقود اللاعبين التي لم يستفد منها النادي ريالاً واحداً طوال الأعوام الماضية، وقال الرتوعي في حواره مع «الشرق»: «القادسية يُعد من أغنى الأندية السعودية، لكن سوء التصرف في الأموال هو مَنْ جعل النادي مديوناً حالياً». وجدد الرتوعي اتهامه لرئيس النادي السابق عبدالله الهزاع بمخالفته للنظام واللوائح وتحويل أموال النادي إلى حسابه الخاص دون أخذ الموافقة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا سيما أن هذه المبالغ كبيرة؛ حيث إن المبلغ المحول لحساب الهزاع يقدر بحوالي مليونين وأربعمائة وخمسين ألف ريال، مطالباً بتحقيق عاجل وسريع لاسترجاع جميع المبالغ التي سُحبت من حسابات النادي في الفترة الماضية، كما وجه انتقادات للأمين العام للنادي عبدالعزيز الموسى، مؤكداً أنه السبب الرئيس في كل أزمات القادسية الحالية، ويسعى إلى التحكم في كل صغيرة وكبيرة في النادي. الرتوعي الذي بدا غاضباً من محاولات تهميشه، وإسقاطه من عضوية مجلس الإدارة، تحدث عن كثير من المخالفات في النادي بشفافية كبيرة، كاشفاً عما يدور خلف الكواليس في أروقة النادي، وغيرها من الأمور التي شغلت الشارع القدساوي طويلاً.. فإلى التفاصيل. أسرار الترشح حدثنا عن قرار ترشحك لعضوية مجلس إدارة نادي القادسية؟ – في البداية يجب أن يعرف الجميع أنني ابن من أبناء القادسية، وتدرجت في جميع الفئات السنية في النادي حتى وصلت إلى الفريق الأول لكرة القدم، فأنا لست غريباً على القادسية، وهو بيتي الثاني، وبخصوص ترشحي لعضوية مجلس الإدارة فقد عرض علي الإخوان في مجموعة المرشح معدي الهاجري أن أكون عضواً في مجلس إدارتهم، وبحكم حبي وعشقي للقادسية، فقد قررت الترشح حتى أخدم النادي، وهذه ليست المرة الأولى التي أعمل عضواً في مجلس الإدارة، فقد سبق إن كنت عضواً في مجلس إدارة الرئيس الذهبي على بادغيش، كما عملت في فترة سابقة مستشاراً لحسابات النادي. سياسة التهميش لكن الجميع يعرف أنك محسوب على مجموعة المرشح معدي الهاجري، فكيف استطعت العمل مع إدارة المرشح الآخر عبدالله الهزاع؟ – أذكر أننا في مجلس الإدارة عقدنا أول اجتماع في ثاني يوم بعد انتهاء الجمعية العمومية، وكنت صريحاً وواضحاً مع الجميع، وقلت لهم بالحرف الواحد إن ما حدث في الجمعية العمومية صفحة وانطوت، ونحن الآن نحمل أمانة في أعناقنا، وهي مسؤولية النادي، وكنت شفافاً ومتعاوناً معهم لأبعد الحدود، والجميع وبما فيهم الرئيس السابق عبدالله الهزاع أبدوا استعدادهم للعمل بروح الفريق الواحد، لكن بعد الاجتماع تفاجأت بأمور كثيرة حدثت دون علمي وهو ما أزعجني، فأنا عضو في مجلس الإدارة ويجب أن أعرف كل صغيرة وكبيرة وجميع ما يدور في النادي، ومع الأسف اكتشفت أنهم يريدون تهميشي، وهنا كانت بداية الشرارة. أخطاء الميزانية اعترضت على الأمور المالية أثناء انعقاد الجمعية العمومية للقادسية قبل موسمين، وطالبت مناقشة المحاسب القانوني الذي قام بمراجعة الحسابات الختامية، لكن المسؤولين عن الجمعية تجاهلوا الأمر بحجة أن الوقت لا يسمح.. فما تعليقك على ما حدث؟ – أعتقد أن جميع مَنْ حضر الجمعية العمومية لنادي القادسية شاهد بنفسه أن بعض إجابات المحاسب القانوني الذي جلبته الإدارة كانت غير مقنعة، وغامضة في الوقت نفسه، وكان يفترض على مسؤولي الجمعية أن يوقفوا الجمعية العمومية ويتم تعليقها، لأن أغلب القوائم المالية كانت مليئة بالأخطاء، والسؤال الذي يفرض نفسه كيف اعتمد مسؤولو الجمعية العمومية هذه الكشوفات والقوائم، خصوصاً أن بها أخطاءً فادحة، ومن جهتي رفعت خطاباً إلى الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين للتحقيق مع هذا المحاسب القانوني بسبب أخطاء الميزانية، ولكن لم يصلنا حتى اليوم أي شيء بخصوص هذا الموضوع. اتهامات إدارية وجهت اتهامات للإدارة المكلفة برئاسة عبدالله الهزاع وتحديداً من ناحية الأمور المالية خلال الجمعية العمومية، ماهي صحة هذه الاتهامات، وهل لديكم أدلة موثقة تدين الإدارة ؟ – نعم لديّ أدلة ومستندات تثبت ذلك، فعبدالله الهزاع قام بتحويل أموال النادي إلى حسابه الخاص وهذا مخالف للنظام واللوائح ومن دون أخذ موافقة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبأي حق حوَّل هذه الأموال إلى حسابه الشخصي، لا سيما أن هذه المبالغ كانت كبيرة، حيث إن المبلغ المحول إلى حسابه يقدر بحوالي (مليونين وأربعمائة وخمسين ألف ريال)، والسؤال لماذا سمح مسؤولو البنك بمثل هذه الحوالات، خصوصاً أن الموقِّع عليها هو رئيس النادي ونائبه، مع أن النظام ينص على أن الشيكات تصرف بتوقيع من الرئيس ومعه أمين الصندوق أو نائب الرئيس ومعه أمين الصندوق، لذا أطالب بتحقيق عاجل وسريع لاسترجاع جميع المبالغ التي سُحبت من حسابات النادي من هذا البنك الذي لم يكن على قدر المسؤولية. مخالفات «العمومية» ذكرت في وقت سابق أن الجمعية العمومية الأخيرة للنادي أديرت عن طريق الشبهات.. ما الذي دعاك لهذا الوصف؟ – المتعارف عليه في الجمعيات العمومية أن أعضاء مجلس الإدارة يوضعون في الكشف حسب الحروف الأبجدية وليس الأرقام، كما حدث خلال الجمعية العمومية لنادي القادسية التي أعتقد أنها من أسوأ الجمعيات التي مرت على تاريخ الرياضة السعودية، نظراً للأخطاء التي ارتكبها مسؤولو هذه الجمعية الغريبة والعجيبة في كل شيء، حيث تفاجأت بوضع عشرة أسماء خلف بعض عن طريق الأرقام وجميعها كانت من مجموعة عبدالله الهزاع، وفازت هذه الأسماء بمقاعد في مجلس الإدارة ما عدا رقم عشرة الذي تغلبت عليه بصوت واحد، وعندما استفسرت من مدير مكتب رعاية الشباب في المنطقة الشرقية السابق خالد العقيل وبوجود رئيس اللجنة هويمل العجمي قالوا لي إن هذه ليست قاعدة ثابتة ونحن نغيِّر بمزاجنا، فقلت لهم إن هذا الكلام لا يصلح لأن الأرقام ستكون بمنتهى السهولة، ورقمي كان 25 والحمدلله فزت بفارق صوت واحد عن رقم عشرة، وعندما فزت استشرت عدداً من الإخوة كجمال العالي، وعادل المقبل في موضوع فوزي وبقائي في المجلس، وأنا سعيد باستمراري لأنه كشف لي أشياءً كثيرة في النادي كعدم الشفافية والوضوح والتفرد بالقرارات. معارضة المجلس وهل وصلت العلاقة بينك وبين الإدارة إلى طريق مسدود ما جعل الأخيرة تبادر إلى إسقاط عضويتك في الموسم الماضي؟ – الإدارة كانت متفردة في اتخاذ القرارات، وتحديداً من قبل الهزاع والموسى، وقلت لهما يجب أن تكون القرارات صادرة ومعتمدة عبر محضر رسمي موقَّع من قبل جميع أعضاء مجلس الإدارة، لكن يبدو أن هذا الكلام لم يعجبهما فحاولا إسقاط عضويتي عدة مرات بحجة عدم حضوري الاجتماع مع أنه لا يوجد أي مستند رسمي يثبت عدم حضوري أي اجتماع إداري. تُعد أشد المعارضين لسياسة الإدارتين السابقة والحالية على الرغم من أنك عضو مجلس الإدارة ؟ ألا تجد الحرج في ذلك خصوصاً أنك العضو الوحيد الذي دائماً ما يعلو صوته عبر وسائل الإعلام عكس البقية؟ – يجب أن يعرف جميع القدساويين أنه لا يوجد بيني وبين أعضاء مجلس الإدارة أي خلاف شخصي، ولكن خلافي معهم في مسألة التفرد في اتخاذ القرارات، فالنادي تابع للدولة وليس شركة خاصة، وجميع أمواله وحساباته أموال عامة، ومن المفترض أن يعرف جميع القدساويين أين ذهبت أموال النادي، وهذا حق مشروع لأبناء النادي وليس فيه تجن على أحد، وما أستغرب له أنني عضو مجلس إدارة في النادي لعامين ولا أعرف أي شيء عن حسابات النادي، وإخفاء القوائم المالية يثير الشك والريبة في أن هناك أشياءً تحصل لا يريدون أن يعلم بها أحد، وألوم رعاية الشباب التي شكلت لجنة تحقيق، غير أنها لم تظهر أي ملاحظات على الرغم من أن هناك مخالفات واضحة وصريحة يعرفها حتى غير المتخصصين، والقادسية يُعد من أغنى الأندية السعودية، لكن سوء التصرف في الأموال هو مَنْ جعل النادي مديوناً حالياً. أسباب الهبوط بصفتك عضو مجلس إدارة ما أسباب سقوط الفريق القدساوي إلى دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي؟ – أحد أهم الأسباب الرئيسة التي أدت إلى هبوط فريق القادسية هو أن المشرف العام على فريق كرة القدم عبدالعزيز الموسى لا توجد لديه خبرة كافية للإشراف على فريق كرة القدم، وكان دائماً ما يتدخل في عمل المدرب ويفرض عليه بعض الأوامر، وتصريحات ماريانو الأخيرة في وسائل الإعلام تثبت صحة كلامي، وكذلك من أسباب الهبوط أيضاً التعاقد مع المدرب ماريانو الذي لا يصلح لتدريب القادسية، إضافة إلى التعاقد مع لاعبين لم يشكلوا أي إضافة للفريق، كما لا أنسى السياسة التي تتبعها إدارة كرة القدم من حيث تهديد اللاعبين وتخويفهم ومنعهم من الظهور الإعلامي. مدرب فاشل كنت من أشد المعارضين لجلب المدرب السابق البرتغالي ماريانو.. ما السبب، وهل استشارك مجلس الإدارة قبل التعاقد معه؟ – الإدارة لم تستشر أحداً في مجلس الإدارة، وعبدالعزيز الموسى ومحمد الضلعان هما مَنْ تعاقدا مع المدرب ماريانو، وكنت رافضاً لفكرة التعاقد معه لأنه لا يصلح لتدريب القادسية، والحمدلله الأيام أثبتت صحة كلامي وتمت إقالته بعد توصل الجميع إلى قناعة بأنه غير جدير بقيادة الجهاز الفني للفريق. شكوى واتهام تسلَّم داوود القصيبي رئاسة النادي، دون أن يتغير موقفك تجاه الإدارة، بل تطورت الأمور من خلال تقديمك شكوى لمكتب رعاية الشباب في المنطقة الشرقية متهماً الأمين العام للنادي عبدالعزيز الموسى بأنه لا يقدم لك الدعوة لحضور الاجتماعات.. ما تعليقك؟ – تفاجأت خلال زيارتي لمدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية فيصل عبدالهادي وتهنئته بالمنصب الجديد بأنه يقول لي إنني متغيب عن حضور اجتماعات مجلس الإدارة، فطلبت منه الاطلاع على محاضر الاجتماعات، وبعد أول اجتماع من دعوتي رسمياً سألت الموسى عن سبب عدم دعوتي للاجتماعات السابقة، قال لي لا علم وسكرتارية النادي هي المسؤولة عن توجيه الدعوات، وأتحدى الموسى أن يثبت أنه وجه لي دعوة لحضور اجتماعات مجلس الإدارة، وأعلم أنه لا يستطيع مواجهتي نهائياً، أما بالنسبة لداوود القصيبي فهو رجل بمعنى الكلمة ومحب للقادسية وتربطني به علاقة قوية، ومشكلة النادي الرئيسة تكمن في عبدالعزيز الموسى الذي يريد أن يتحكم في كل كبيرة وصغيرة داخل النادي بحكم أنه يدعّم النادي، وما لا يعرفه الجميع أن الموسى يدعّم النادي ويعلن ذلك عن طريق وسائل الإعلام، لكنه سرعان ما يسترد هذه الأموال التي يقدمها على أنها سلف وليس تبرعاً. المعروف أنك مستشار قانوني.. لماذا لم تستفد الإدارة من خبراتك، خصوصاً في الأمور المالية؟ – عرضت على الإدارة هذا الموضوع أكثر من مرة حتى أكون أميناً للصندوق، لكنهم رفضوا ذلك رفضاً باتاً، وحقيقة استغربت هذا التصرف، وفيصل عبدالهادي بكل هذه الأمور. بيع العقود ما زلتم في القادسية تنتهجون سياسة بيع اللاعبين.. متى تتوقف هذه السياسة التي أغضبت الشارع القدساوي؟ – لن تتوقف هذه السياسة إلا بقدوم إدارة تملك فكراً احترافياً وإدارياً وكروياً، وتكون لديها خطط مستقبلية تنفذ على أرض الواقع، وكذلك تضع إستراتيجيات وأهدافاً واضحة ومحددة، وما يؤسف له أننا في القادسية بعنا عقوداً عديدة من اللاعبين دون فائدة تذكر، وكنت أرغب في بقاء ياسر الشهراني وألا يذهب للهلال، فالدفعة الأولى من الصفقة طارت قبل دخولها خزينة النادي. صفقة الشهراني ذكرت عبر تصريح سابق نشر في صحيفة «الشرق» أن ياسر الشهراني لن ينتقل لأي نادٍ إلا بمبلغ يفوق العشرين مليون ريال.. ما الذي تغيَّر، ولماذا تم بيع عقد اللاعب للهلال قبل انتهاء إعارته وبمبلغ 15 مليون ريال فقط؟ – لا أذيع سراً إذا قلت إننا اتفقنا في مجلس الإدارة على بيع عقد الشهراني بمبلغ لا يقل عن 18 مليون ريال كحد أدنى، وتم ذلك عن طريق محضر رسمي موقَّع من قبل أعضاء مجلس الإدارة، واتفقنا كذلك على ألاَّ يكون بيع عقد اللاعب بالأقساط، بل بالدفع الفوري وعبر خطاب رسمي موجه لإدارة النادي، وتم ذلك بمباركة رئيس النادي داوود القصيبي وأعضاء مجلس الإدارة، والشخص الوحيد الذي وافق على الأقساط هو عبدالعزيز الموسى ما يدل على أنه كان هناك اتفاق مسبق بين الموسى وإدارة الهلال دون علم أعضاء مجلس الإدارة. تقدمت بشكوى لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد بيع عقد الشهراني للهلال، وقلت إن أعضاء مجلس الإدارة لم يوقّعوا على محضر البيع.. ما هي آخر مستجدات هذه الشكوى؟ – هذا صحيح، وأرسلت برقية عاجلة لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد بخصوص انتقال الشهراني للهلال، وحتى يومنا هذا لم يأت أي رد منه، وأتمنى أن يطلع أحمد عيد على صورة المحضر الموقّع من قبل أعضاء مجلس الإدارة حول عدم بيع اللاعب بمبلغ لا يقل عن 18 مليون ريال. وأخيراً.. ماذا تقول؟ – أتمنى أن يعود القادسية إلى مكانه الطبيعي في الدوري الممتاز، وإن شاء الله بتكاتف جميع القدساويين وأبناء مدينة الخبر سيتحقق ذلك، وشكراً جزيلاً لصحيفة «الشرق» على اهتمامها بكل ما يدور في نادي القادسية وهذا ليس مستغرباً منها ويأتي امتداداً لدعمها واهتمامها بجميع أندية المملكة.