أدى تنظيم نادي الجوف الأدبي فعاليات ملتقى سوق دومة الجندل، بعيداً عن موقعه إلى إعلان أعضاء اللجنة الثقافية في دومة الجندل، التابعة للنادي، استقالتهم من اللجنة. وقال رئيس اللجنة عواد السبيلة، إنه اجتمع مع الأعضاء صياح السبيلة، يزيد الحصيني، ومحمد الحسن، وقرروا إعلان استقالتهم، مشيراً إلى أنه كان من الأولى تنظيم فعاليات الملتقى في دومة الجندل، وليس في مدينة أخرى، مستشهداً بأن سوق عكاظ يُقام في الطائف، ولا يقام في مكة أو جدة، إضافة إلى أنه لم تتم دعوتهم للملتقى. وكان وكيل إمارة منطقة الجوف المساعد للحقوق نايف الشمري، دشّن الملتقى مساء أمس الأول في مركز الملك عبدالله الثقافي في سكاكا (50 كيلومتراً عن دومة الجندل). وتقام جميع فعاليات الملتقى في سكاكا، خلال ثلاثة أيام، عدا فعالية واحدة تقام اليوم، في المكتبة العامة في دومة الجندل. تجاهل وأبدى رئيس نادي الجوف الأدبي السابق عبدالرحمن الدرعان، استغرابه من تجاهل دعوة المثقفين والمهتمين من أبناء دومة الجندل، مشيراً إلى أن أبرز هؤلاء الشاعر زياد السالم، الذي شارك قبل نحو ثلاثة أشهر في ورشة عمل مخصصة للملتقى، بالإضافة إلى تجاهل أعضاء اللجنة الثقافية في محافظة دومة الجندل. وقال: يبدو أن النادي كان محقاً في الإشارة عبوراً إلى الفعاليات المقرر إقامتها دون إعلان تفاصيل البرنامج، لافتاً إلى أن التصريح «الخجول» المنشور في موقع النادي، وبعض الصحف المحلية «يترجم الطابع الارتجالي»، الذي يقدم به الملتقى في نسخته الأولى «صورة مشوهة» عن السوق. وأضاف: إذا كانت البلدية قد أقدمت قبل أكثر من ثلاثين عاماً على «جريمة» هدم السوق، فإنني أخشى أن يكون النادي قد أجهز الآن على رمزيته التاريخية والثقافية. انطلاق الفكرة وأوضح الدرعان أن فكرة إحياء سوق دومة الجندل ظهرت مع بداية الدورة الثانية لمجلس إدارة النادي، وتم الإعلان عنها في عام 1427ه، وكان الطموح آنذاك أن تكون تظاهرة ثقافية وحضارية تعبر عن القيمة التاريخية للسوق وتليق بمكانته الحضارية كأحد أسواق العرب الشهيرة، لافتاً إلى أن وزارة الثقافة والإعلام أبدت عبر الصحافة، على لسان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية سابقاً الدكتور عبدالعزيز السبيل، استعدادها لمساندة فكرة المشروع، وكان المجلس ينتظر أن يتولى شركاء النادي من الجهات الأخرى في المنطقة الدور المنوط بهم، غير أنه لم يقدر للمشروع أن ينجح بما يواكب التصور الذهني الذي كان المجلس يطمح إليه، وآثر مجلس الإدارة واللجان الثقافية التابعة للنادي وضعه في «خانة الأحلام»، على أن يقدم منقوصاً. وتابع: لم تتوان الإدارة في دورتها الثالثة عن السعي إلى تنفيذ الفكرة دون أن يتحقق لها النجاح أيضاً، وظلت الفكرة حلماً معلقاً. وعندما عقدت الإدارة الحالية ورشة عمل لمناقشة إحيائها، رغم الإلحاح على عدم الإشارة لجذور المبادرة، عاد الأمل مجدداً، «لكن الشروع في تنفيذها بهذا الشكل القاصر في ظني، لا يليق بتاريخ السوق، ولا بحاضر المنطقة الراهن وإمكاناتها». وأضاف: «لكي نكون منصفين يجب ألا نحمّل النادي الأدبي وحده هذه الخطيئة، لكنه يتحمل ارتجاله بمقدار ضحالة الفعاليات المصاحبة، عدا إهمال الموقع الذي احتضن السوق منذ أكثر من قرن ونصف القرن». افتتاح الملتقى وشهد حفل افتتاح الملتقى إلقاء رئيس النادي الأدبي الدكتور محمد الصالح كلمة، قال فيها: إن السوق يعود من جديد في ذات المكان واختلاف الزمان، «يعود بفعاليات ومناشط قد تختلف، إلا أن الهدف واحد، تطور المكان وازدهار الإنسان». من جانبه، أثنى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان على توجه الأندية الأدبية في إقامة الملتقيات العلمية الثقافية والأدبية، التي تحمل اسم أحد الرموز أو الأمكنة التاريخية. وقال إن هذه الملتقيات تتيح الفرصة للمختصين في مجال الآثار والثقافة في إثراء الدراسات والأبحاث التاريخية والأثرية، كما تتيح للشباب فرصة لصقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم في تنظيم الملتقيات العلمية. وشاهد الحضور في الحفل فيلماً وثائقياً عن سوق دومة الجندل من إخراج متعب المالكي، وعرضاً مسرحياً بعنوان «دومة الجندل تاريخ وحضارة»، من تأليف وإخراج عادل العودة، وتمثيل فرقة المسرح في فرع جمعية الثقافة والفنون في الجوف، وتناول هذا العرض أبرز الأحداث التاريخية التي مرت بالمنطقة بشكل عام وفي دومة الجندل بشكل خاص. كما قدم فيصل العليمي وعبدالعزيز المصبح أوبريتاً إنشادياً من تأليف مصطفى المعراوي، تحدث عن مقتطفات من تاريخ المنطقة. وفي الختام، كرّم وكيل إمارة منطقة الجوف المساعد للحقوق الجهات الداعمة للملتقى، كما كرّم شخصيات أثرت الحياة الاجتماعية والثقافية في منطقة الجوف، وهم: فيصل بن عبدالعزيز المبارك، عيسى بن إبراهيم الدريويش، عارف بن مفضي المسعر، خولة بنت سامي الكريع، سليمان بن محمد الكويليت، فارس هداج الهادي، عيد نعيم السهو، حصة سند العنزي، خالد عبدالكريم الحمد.