كما قيل «العقل السليم في الجسم السليم»، فلا شك أن الإدارة الناجحة في الفكر الناجح! لذا نلاحظ أن بعض الإدارات ترتقي وتنجح وتقدم خدمات متميزة عندما يقودها شخص لديه فكر ناجح وسرعان ما يهبط أداء هذه الإدارات عندما يستبدل رأس الهرم ويأتي إليها شخص سلبي مع أن الإمكانات البشرية والمادية كما هي لم تتبدل؟. من أسوأ المراحل العملية على الموظف عندما يكون لديه مدير سلبي قاتل للطموح والإبداع متردد في قراراته لا يعطي توجيهاً أو قراراً، كل توجيهاته عائمة لا يستطيع مرؤوسوه أن يحددوا ماذا يريد وماهي سياسته. مدير لايستطيع أن يدافع عنهم ولا يحميهم وهم يرون جهدهم يذهب هباء. يصيبهم الإحباط وهم يرون كمية هائلة من المعاملات على مكتبه تنتظر التوجيه الذي لن يأتي بسبب التردد والخوف فيحزنوا لحاله. وبصوت واحد يقولون له لقد ظلمك من وضعك في هذا المكان. الإداره قبل أن تكون علماً، هي موهبة قد لا تتوفر في كثير مهما بلغت درجتهم العلمية فقد يكون المرء طبيباً ناجحاً وإدارياً فاشلاً. فالصفات القيادية تظهر على الشخص منذ وقت مبكر وتحتاج لمن يحتضنه وينمي قدراته لتطوير وخلق قائد مستقبلي ناجح يستفاد منه . في كثير من الإدارات والشركات العامة توجد أزمة قيادة، ومسأله اختيار قائد ذي فكر مبدع تحتاج لكثير من التدقيق والاكتشاف. قد تعاني بعض الإدارات من الفساد الفكري وسوء التخطيط الإداري أكثر من معاناتها من الفساد المالي الذي يساهم في أحيان كثيرة في ضياع موارد بشرية ومادية بسبب سياسات إدارية سلبية قاتلة لروح الإبداع والتطوير. إن المتابعة والتقييم الجيد للموظف من وقت مبكر وتحديد صفاته القيادية السلبية والإيجابية بالإضافة للتدرج الوظيفي القيادي، تخلق لنا قياديين ناجحين يساهمون في بناء إدارات ناجحة وتحمينا ممن يقفزون على الكرسي لغرض سد الشاغر.