تمردت قوات شرطية تتبع لوزارة الداخلية السودانية في غرب دارفور وانسحبت من معسكرها الخاص بعد نهب أربع سيارات دفع رباعي بأسلحتها وبعض الإمدادات الغذائية. وقال بيان صحفي صادر عن وزارة الداخلية السودانية في الخرطوم ليل أمس الأول «قامت القوة المتمردة بإطلاق النيران بصورة عشوائية بالمدينة، الأمر الذي أحدث هلعاً بين المواطنين، ومن ثم اتجهت صوب الجنوب الغربي دون إحداث خسائر في الأرواح ومازالت القوات المسلحة تطاردهم، وأضاف البيان أن الأحوال الأمنية عادت للهدوء الكامل بالمنطقة. إلى ذلك وقعت اشتباكات عنيفة بولاية شمال دارفور بين حركة العدل والمساواة وفصيل منشق عنها وقع اتفاقاً للسلام مؤخراً مع الخرطوم بالعاصمه القطرية الدوحة، وتبادلت الحركتان الاتهامات والتحذيرات. واتهم فصيل الحركة الموقع على اتفاق سلام مع الحكومة بقيادة محمد بشر قوات العدل والمساواة التي يقودها جبريل إبراهيم بالهجوم على مواطني قرية «فوراوية» وترويع الأهالي هناك. وأضافت الحركة التي يتوقع وصول وفد طليعي لها الخرطوم قريباً أن مقاتليها اضطروا للتدخل والاشتباك مع القوات الموالية لجبريل إبراهيم. ولقي نائب القائد العام للفصيل المنشق عن حركة العدل والمساواة صالح محمد جربو، مصرعه في كمين نصبته له مجموعة حركة العدل والمساواة الأصل. وقال المستشار السياسي للحركة نهار عثمان نهار إن هذا الاعتداء هو الثالث من نوعه منذ انطلاق المفاوضات مع الحكومة بالدوحة. في سياق متصل كشف القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم جوزيف إستافورد، أنه يجري مشاورات مع الحركات المتمردة غير الموقعة على سلام دارفور لإقناعها بوضع السلاح والجنوح للتفاوض، فضلاً عن تبنيه لحوار مع الحكومة والسلطة الإقليمية لدارفور واليوناميد للوصول لتسوية سياسية. وقال إستافورد في مؤتمر صحفي بمقر السفارة في الخرطوم أمس، إنه يسعى لأن يتم الحوار عبر مفاوضات برعاية الوسيط الإفريقي المشترك محمد بن تشامباس. وشدد على عدم قدرة بلاده على فرض استراتيجية للسلام الشامل في السودان بدون رغبة حكومة وشعب البلاد، وأضاف «أن الحكومة والشعب السوداني هما من يفرضان استراتيجية السلام، وأنهم يحترمون قرار الحكومة والشعب في الرؤية النهائية للسلام». وقال إستافورد إن البيت الأبيض سيقوم قريباً بتعيين مبعوث خاص لدولتي السودان وجنوب السودان بدلاً عن المبعوث السابق برنستون ليمان. وشدد على التزامهم بالتعاون والحوار مع الحكومة السودانية على كافة المستويات، على الرغم من التحديات التي تواجه العلاقة بين البلدين، التي تتطلب إبداء حسن النية والرغبة وتطوير العلاقات.