لم تنجح ظروف الحياة الصعبة التي حاصرت أمينة حجاب في هزيمتها أو جرها لليأس والانهيار، بل تحولت إلى دافع قادها للتميز والإبداع، فبعد أن انتهت حياتها الزوجية المؤلمة بالطلاق، اضطرت لاستئجار شقة صغيرة بإيجار يبلغ 17 ألف ريال، لتضمها وأبناءها الثلاثة، ولكن القدر فاجأها بوفاة ابنها الأوسط في حادث سيارة أثناء عودته من عمله، ليتبقى لها ولدان أحدهما يعمل موظفاً في إحدى الشركات براتب ضئيل بالكاد يفي احتياجاته، والآخر لم يتسن له الحصول على عمل بسبب إصابته منذ الولادة بمرض تكسر الدم الحاد، ولكي تتضاعف المسؤوليات على أم أيمن وجدت نفسها مسؤولة عن أبناء ابنها، ثلاثة أطفال تكفلت هي بتربيتهم والإنفاق عليهم، فكان لابد من حل جذري يؤهلها لحمل كل تلك المسؤوليات، فكان الحل في استثمار موهبتها وأناملها الذهبية، عبر الخياطة وبيع منتوجاتها. وعن رحلة البداية تقول الحجاب»بدأت من خلال الالتحاق بدورة الخياطة التي كنت أحبها، وتخرجت من الدورة خيَّاطة ماهرة، ما شجعني للإقدام على الاقتراض من مؤسسة عبد اللطيف جميل عشرين ألف ريال، اشتريت بها ثلاث ماكينات واحدة للخياطة، وأخرى للجلد، وأخيرة لتنظيف الملابس»، وبينت أن الضمان الاجتماعي لعب دوراً رائداً في تدريبها على الخياطة في البداية ثم منحها قرضاً بدون استرجاع بمبلغ 15 ألف ريال ساعدها في شراء كافة لوازم وأدوات الخياطة والأقمشة، وبدأت العمل من المنزل والتسويق للأقارب والجارات، حتى ذاع صيتها وكثرت زبوناتها، وهي الآن تتكفل بكل أمور معيشتها وأبنائها وأبناء ابنها مما تكسبه من عمل يدها، فهي بارعة في خياطة ملابس القرقيعان والتراث بأشكال جميلة ومبتكرة، بالإضافة لخياطة حقائب الرحلات الجلدية، وحقائب الأواني، والأغطية والشراشف، بالإضافة لتزيين المناقل بالكريستال، وقد شجعها نجاحها وإقبال زبوناتها عليها للتوسع والمشاركة في المهرجانات، حيث كانت أول مشاركة لها في مهرجان الواجهة البحرية، تلتها مشاركتها في مهرجان «الدوخلة» ثم مهرجان «الملتقى الثقافي» وأخيراً في « منتجون4»، والذي حقق فيه ركنها الركن الأكثر إقبالاً ومبيعاً بشهادة رواد المعرض، وتتمنى أمينة لو وجدت من يدعمها لشراء ماكينات ديباج والتي يصل سعرها لثلاثين ألف ريال، حيث ستدفعها دفعه قوية للأمام، كما وتقترح على الجهات المسؤولة النظر في قضية تأمين سكن للمطلقات، في ظل ارتفاع الإيجارات حيث يُعد السكن أكبر عبء على المطلقات وغيرهن من المواطنين والمواطنات.