عبدالله مطلق العنزي لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يأتيك بالندمِ نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم لا أظن أحداً جاهلاً عقوبة الظلم ووعد الله تعالى حين قال عن دعوة المظلوم «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» وقال أيضاً في الحديث القدسي «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا» رواه مسلم . لكن كثيرين ينسونها أو يتناسونها ويتساهلون في ظلم غيرهم حتى أصبح الظلم في واقعنا عادةً اجتماعية اعتاد عليها الناس من ظلم رئيس العمل لموظفيه، أو قاضٍ لمن اشتكى لديه أو أبٍ لابنه، أو ابن لوالديه، أو زميل لآخر أو حكام يقتلون شعوبهم أو أطباء يتاجرون بدماء المرضى أو ظلم البنوك حين تستدرج البسطاء بقروض لتفريج ضائقتهم وإذ بها ترميهم في غياهب السجن وتنهيهم إلى فقر أشد وأدهى إذا ما تعثروا في السداد. أم أولئك الذين ظلموا أوطانهم واستحلوا سرقة العقود ومخالفة الأنظمة وتستروا على المتخلفين ليحرموا بذلك أبناء بلدهم من نصيبهم في الخير، أو الذين تناسوا أن هنالك أفراداً من أبناء جلدتهم لا يتمتعون بأدنى فرصة وغضوا عنهم الطرف رغم أنهم من أبناء هذا البلد أباً عن جد وتجاهلوا ونسوا بأن الله لا ينسى بل يمهل ولا يهمل، هل نسيتم شباباً مواطنين يعيشون على هذه الأرض دون تقدير ولا انتماء أم أنكم نسيتم أنهم شركاء في أرضٍ تغدق عليكم بخيراتها رغم ظلمكم لهم، فهلا عاملتموهم معاملة الأجانب على أقل تقدير ولا أظنكم ترضونها، كل ذلك ويزيد سأتركه في رسالة بلا عنوان راجياً من الله أن تصل إلى كل نفس… عسى أن تلقى: آذاناً صاغية وقلوباً واعية وعقولاً مستنيرة قبل أن يأتي على الإنسان ساعةٌ لا تنفعهم فيها مسرة ولا ندامة. إذا ما سئلوا من العزيز القهار «لماذا ظلمتم عبادي»، قال تعالى «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ». فما أنت قائل لربك عن ظلم فعلته يوم القيامة.