هناك مَنْ ينادي بأن ننتقل لمصاف الدول المتقدمة، وهناك مَنْ ينادي بفتح المجال للاستثمار الأجنبي، وهناك مَنْ يفتح الباب على مصراعيه لتأشيرات العمرة بدون التأكد من وضع البنية التحتية للبلد، وهنا لن أتطرق للصرف الصحي أو حفريات الشوارع أو مستوى النظافة أو التكدس المروري، وإنما سأتكلم عن أول وجهة تطئها قدم الزائر للحرمين الشريفين، وهو مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وأدرك أن كثيراً قبلي قد كتب عن معاناته أثناء سفره من خلاله، وأدرك جيداً الدعم الحكومي السخي لتوسعة المطار الحالي، والدعم اللامحدود للمطار الجديد إلا أن ذلك كله لم يخفف من وطأة معاناة المسافرين، وأنا أقصد بالمسافر العادي سواء كان مواطناً أو مقيماً أو معتمراً أو حاجاً، لأن المسؤولين والوزراء ومَنْ في حكمهم لا يمرون بما يمر به المسافر، فلهم صالاتهم التنفيذية ولهم بواباتهم ودعوني أتطرق لبعض تلك المعاناة وأملي في الله كبير بأن يجعل لنا بعد همّ فرجاً: 1) ركوب الحافلة وطول المسافة بين مكان وقوف الطائرة والصالة والقيادة العشوائية لبعض سائقي تلك الحافلات ما يعرض الركاب للسقوط وقد حدث ذلك كثيراً. 2) الزحام الشديد في طابور الجوازات، لاسيما طوابير غير الخليجيين. 3) تأخير وصول العفش لما يقارب الساعة أحياناً، وإن فرحت بوصول بعض أمتعتك سريعاً، فإن البقية تأتيك غالباً متأخرة، لأن هناك بطئاً ملاحظاً في توصيل العفش. 4) أن حصلت على عربة لحمل العفش بسهولة، فتلك معجزة لأنك في الغالب لا تعثر على عربة بسهولة، لا سيما أن صادف وقت وصولك وصول أكثر من رحلة وليس سبب ذلك قلة العربات وإنما سوء إدارة الشركة المسؤولة عنها، فحينما تخرج إلى المواقف تجد العربات متناثرة هنا وهناك ولا يوجد مَنْ يرجعها. 5) المواقف مزدحمة وحركة السير بطيئة أمام الصالات، وكأنه لا يوجد مرور خاص بالمطار، وكأن المسافر لا يدفع رسوماً أثناء وقوف سيارته بمواقف المطار وما يشغل الشركة المسؤولة عن المواقف تحصيل الغرامات فقط. 6) عندما يمر بك ظرف ما لا تجد المسؤول الذي يثلج صدرك، فكل جهة ترمي بالمسؤولية على الجهة الأخرى، ولا يوجد ممثل لهيئة الطيران المدني الجهة المسؤولة عن تشغيل المطارات، والمفترض أن تكون منسقة بين الجهات العاملة في المطار. فكيف ننادي بالعالمية، وخدماتنا تتقهقر والمسؤولية تتوه بين ردهات البيروقراطية.