تدخلت السفارة الإيرانية في عمان بهدف التوسط للإفراج عن السجناء والمعتقلين الأردنيين في العراق، وهو ما عدّته أوساط حكومية رسمية تدخلاً في الشأن الداخلي الأردني. فقد استقبل السفير الإيراني في عمان مصطفى مصلح زاده، في مكتبه، وفداً عشائرياً من عشائر مدينة معان، بهدف العرض عليه التوسط للإفراج عن السجناء الأردنيين في سجون العراق، باعتبار أن لإيران سلطة على الحكومة العراقية بحسب ما أفاد أحد الشيوخ الذين حضروا اللقاء. وقد أعرب مصدر حكومي رفيع عن امتعاض حكومة الأردن من تصرف السفير الإيراني الذي بات سلوكه الدبلوماسي استفزازياً، حيث لا يحق للسفير استقبال وفد أردني ليس من رعاياه لتكون دولته «إيران» وسيطاً بينها وبين الحكومة العراقية والأردنية، الأمر الذي يعدّ تدخلاً غير مقبول. ولم يكتفِ السفير الإيراني زاده بالتوسط، بل طلب أن يقوم الوفد العشائري بزيارة إلى طهران للقاء مسؤولين من النواب والحكومة الإيرانية لتقديم طلبهم بحسب المصدر العشائري الأردني. يذكر أن اللافت في الموضوع أن الوفد هو من شيوخ ورجال أعمال من مدينة معان التي تقع جنوب عمان 300 كم، والتي يعدّ معظم سكانها من أتباع تيار السلفية ومن الملتزمين دينياً ومن المناهضين للتيار الشيعي والتشيع، ومن الذين سيَّروا مسيرات وفتاوى ضد الشيعة وإيران وحسن نصرالله أمين عام حزب الله. أما السفير الإيراني زاده فقد أثار جدلاً إثر وصوله إلى عمان، وهو أكد قبل وصوله إلى عمان في صحيفة «كيهان» الإيرانية أنه ذاهب لطي صفحة الخلاف بين عمان وطهران، وبعد وصوله طلب مقايضة الأردن بسبب وضعه الاقتصادي بفتح باب السياحة الدينية لأضرحة الصحابة من آل البيت في مدينة مؤتة جنوب الأردن (مكان موقعة مؤتة)، حيث مقام الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، مقابل تقديم نفط وغاز مجاني لمدة ثلاثين عاماً، وفتح باب الاستيراد والتصدير بين البلدين حتى لو مالت كفة الصادرات الأردنية على حساب الإيرانية، إلا أن الأردن رفض هذا العرض. وبحسب المصدر العشائري الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن وفدهم تكوَّن من أكثر من 25 شخصاً بين شيخ لقبيلة وبين رجل أعمال من مدينة معان، وأن تركيز لقائهم كان منصباً على مسألة الإفراج عن السجناء الأردنيين لدى السجون العراقية، الذين يزيد عددهم على 56 معتقلاً وسجيناً بين سجين جنائي أو معتقل لأسباب أمنية. السفارة الإيرانية من جهتها علقت على الموضوع بأن السفارة تلقت طلباً من وفد من مدينة معان، وأن السفارة تفتح أبوابها لجميع أبناء الجالية الإيرانية وأي وفد عربي وإسلامي يريد زيارتها ومناقشتها في أي موضوع، بحسب ما أوضحت ل»الشرق».