إن كنت محقاً في الاعتراف وسط من يعرفني ولا يعرفني، فأنا غائب عن كتابة المقالات منذ سنوات عجاف، لا أنتوي عدّها، فهي كفيلة بجعلي أسعى لمقولة: «لقد هَرِمنا ونحن…». وإن كنت محقاً في الاعتراف بشيء قلته قبل أشهر، والموسم الكروي السعودي في أول أسبوعين له من دوري «زين»، فقد جزمت لأكثر من زميل هُنا في «الشرق»، وعلى رأسهم الأحسائي الناصع أحمد العبدالكريم (السكرتير السابق لمكتب رئيس التحرير السابق «العرّاب» قينان الغامدي)، بأن نادي الفتح هو بطل الدوري لهذا الموسم. وبالطبع سمعت ما يكفي من استخفاف بما قُلت، إلا من هذا «العبدالكريم»، الذي كان مصدِّقاً لقناعاتي، ويحرص على مهاتفتي بعد كل تقدُّم «لا يهدأ» لشبيبة «النموذجي»، وإن كنت لا أطيق لهذا الفريق ألقاباً، لأن حالته أهم من مجرّد ألقاب، يتفنّن في رميها مجاناً (أو بثمن)، من هبّ ودبّ من النُقَّاد والمراقبين والصحفيين، لمن هب دب أيضاً. الفتح استحق ترجمة «دعوة ملكية» إلى واقع، حين أنصت إليها بإمعان رئيس النادي الشاب «العفالق» في منصّة نهائي كأس الأبطال للموسم الماضي، حين استحقوا «برونز» المركز الثالث. استحقوا موسم الذهب باكراً، حين لم يشهدوا طعم الخسارة إلا مرتين فقط (واحدة دوري، والثانية كأس)، بينما أذاقوا الجميع مرارة «كأسهم»، ويكفيهم تخصُّصهم المستحق في الهلال «زعيم البطولات»، حين لم يستطع النيل منهم منذ أكثر من عام تقريباً. لا أعتقد أنه من السهل ترشيح فريق اجتهد في الموسم الماضي ووصل المركز السادس، واجتهد أكثر بالوصول إلى «ثالث الأبطال»، ولو بنسبة 10%، لتحقيق الدوري ولو بعد مواسم عدّة. هذا ما ران على قلوبهم جميعاً، ولم يدخل عقولهم، إلا بعد صافرة النهاية للمباراة الأخيرة أمام الأهلي. أدهش أبناء المبرّز والأحساء الجميع في الداخل والخارج، وحسموا لقب الدوري قبل انتهاء المنافسة بجولتين، رغم ضخامة الفوارق اللوجستية و «السلطوية»، بين الفتح وأصحاب المنصات الكبار. المنافسة تستحق خروج طامحين جدد، حين تتنامى نفس الفكرة لدى الفيصلي ونجران والشعلة، فيتواصل نهج «الفضح»، الذي استهله الفتح صارخاً، بالنسبة لزبانية الأندية الكبرى النائمة على عسل التاريخ والنفوذ وأشياء أخرى.