كنت وما زلت متمسكاً برأيي، بأن الشباب والأهلي يستحقان أن نتوجهما بطلين لأصعب وأشرس بطولة دوري شهدته ملاعب كرة القدم المحلية، ولو أن نظام كرة القدم العالمي يسمح بذلك، لمنحت البرازيل كأس العالم عام 1982 مناصفة مع إيطاليا التي توجت بتلك الكأس بفضل أهداف هدافها الشهير باولو روسي. والحقيقة أن الأهلي والشباب قدما عملاً كبيراً على المستوين الإداري والفني، وبذل اللاعبون في الفريقين مجهوداً مضاعفاً، وكانت المنافسة «الشريفة» حاضرة بين الفريقين إلى آخر دقيقة في مباراة الجولة الأخيرة، لكن لقب الدوري في النهاية لا يمنح إلا لفريق واحد «وكان الشباب»، الذي يملك فريقاً يعرف ماذا يفعل داخل الملعب؟ وأكسبه مدربه البلجيكي برودوم شخصية الفريق البطل منذ بداية الموسم، وعلى رغم ذلك، كان فريق الأهلي يسير في الطريق ذاته الذي سار عليه الشباب، غير أن ظروف الإصابات التي واجهها الفريق في «آخر المشوار»، وشراسة المنافسين الذين كان يقابلهم، التي أفقدته بعض النقاط الهامة، ساهمت كثيراً في فقده للقب. ومن الإنصاف أن نقول إن الشباب استحق بطولة الدوري (الأولى نقطياً له)، كما أن الأهلي يستحق أن «نرفع له العقال» على حضوره المدهش في هذا الموسم، وإصراره على تحقيق لقب بذل كل جهد من أجله، ولعلي أكون أكثر إنصافاً وأنا أقول للشباب والشبابيين مبروك، وأن أقول للنادي الأهلي وجماهيره مبروك أيضاً عودة فريق «بطل» لم تكتب له البطولة في هذا الموسم، لكنه لم يعد بعيداً عن تحقيقها. وبعيداً عن البطل والبطولة واللقب، فإن حضور الشباب والأهلي للمنافسة، وانفرادهما منذ البداية بالمركزين الأول والثاني، وتناوبهما عليه طيلة 26 جولة وتعادلهما في القسمين الأول والثاني، يؤكد أنهما متقاربان في المستوى، ويعد تنافسهما مكسباً كبيراً لكرة القدم السعودية. ذلك أن انضمام الشباب والأهلي للهلال والاتحاد ليكونوا كافة رباعي منافس على بطولة الدوري، إضافة إلى النصر والاتفاق، يعطي المنافسة بعداً آخر، ما ينعكس بالتالي على المنتخب الأول، وهو انعكاس حقيقي لارتفاع مستوى الدوري، واتساع مساحة المنافسة على لقبه. أقول لكم من الآن، إننا في انتظار موسم رياضي قادم مختلف، ترتفع فيه درجة المنافسة إلى أعلى مما شاهدناه في الموسم الحالي، وهو ما يتطلب عملاً احترافياً في اتحاد كرة القدم ولجانه، حتى تتمكن من أن تحكم سيطرتها على أي موقف قد يواجهها «وما أكثر ما سيواجهها». لكن السؤال: «كيف ستواجه لجان اتحاد كرة القدم «المنتخبة»؟، إذا حدثت في الأيام المقبلة انتخابات، مع أنني أشك في ذلك، وأميل كثيراً إلى «التعيين» في عدد من اللجان الحساسة، التي تحتاج إلى كفاءات وخبرات وتخصصات، وممارسة عملية سابقة. [email protected]