ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الولاياتالمتحدة هي أكبر المتبرعين العالميين لضحايا الحرب السورية، حيث بلغت قيمة تبرعاتها 214 مليون دولار منذ بداية الحرب في 2011، وتمثل التبرعات الأمريكية نسبة 25% من إجمالي التبرعات العالمية لسوريا. وبحسب الصحيفة، تتبرع الولاياتالمتحدة سراً للشعب السوري، فهي ترسل سيارات مساعدات دون أي علامات توضح أنها أمريكية، متحديةً الغارات الجوية والقصف والتهديد بالاختطاف لتوصيل الطعام والمساعدات إلى السوريين المحتاجين داخل القرى الريفية التي يسيطر عليها المتمردون في حلب شمال سوريا. وتتسم عملية توصيل المساعدات بالسرية الشديدة، حيث لا يعلم أي من السوريين بالمساعدات الأمريكية حرصاً على سلامة المستفيدين وموظفي التوصيل الذين قد تستهدفهم الحكومة في حال معرفة انتمائهم إلى الولاياتالمتحدة، ولذلك اختارت إدارة باراك أوباما عدم الإعلان عن مصدر المساعدات. ويعتقد محمد فؤاد (خمسون عاماً)، وهو أحد الخبازين السوريين، أن أمريكا لم تساعد الشعب السوري على الإطلاق، ويضيف «إذا كانت أمريكا تعدّ نفسها صديقة لسوريا فينبغي عليها فعل أي شيء حيال الأزمة السورية»، في الوقت نفسه فإن أمريكا هي من تزود المخابز بالدقيق المدفوع الثمن، لكن هذا الخباز يعتقد أن جبهة النصرة هي من تمده بالدقيق المجهول المصدر. وتواجه بعثة الأممالمتحدة، ومقرها في دمشق، صعوبة في الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في البلاد بسبب القيود التي تفرضها الحكومة، وقد خصصت الولاياتالمتحدة تسعين مليون دولار من مساهماتها للمنظمات غير الحكومية للعمل في مناطق المتمردين، ما يجعل أمريكا أكبر مانح للمساعدات الغربية إلى الأجزاء السورية الخارجة عن سيطرة الحكومة.