أعلنت الحكومة السودانية جاهزيتها للتفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال)، وقالت إنها في انتظار تحديد الوساطة الإفريقية موعداً لبدء الحوار. وكانت الخرطوم رفضت غير مرة التفاوض مع قطاع الشمال حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، اللتين تشهدان حرباً بين الطرفين. وكشف رئيس الوفد الحكومي في المفاوضات مع الحركة الشعبية، إبراهيم غندور، عن اتصال الجانب السوداني بالوساطة الإفريقية لتأكيد «استعدادنا التام لانطلاق الحوار الذي نتمنى أن يفضي إلى سلام». وأوضح، في مؤتمر صحفي أمس الأحد، أن هنالك لقاءات ستتم مع الرئيس عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان محمد طه، لاعتماد الوفد المفاوض بصورته النهائية. وشدد غندور على أن التفاوض سيكون تحت مظلة الاتحاد الإفريقي «ولا مجال لأي تدخلات من جهات أخرى»، حسب قوله. في السياق ذاته، اعتبر مساعد الرئيس السوداني، الدكتور نافع علي نافع، الهجوم الأخير الذي شنته الحركة الشعبية على مدينة كادقلي حاضرة جنوب كردفان محاولةً يائسة استهدفت اتفاق المصفوفة بين شمال وجنوب السودان لكنها زادت الاتفاق قوة. وشدد نافع، خلال لقاءٍ جماهيري أمس، التزام الدولة وتمسكها بإنفاذ مصفوفة اتفاق التعاون مع حكومة الجنوب. وأضاف أن «المحاولة اليائسة التي قام بها المتمردون في جنوب كردفان ما زادت هذا الاتفاق إلا قوة ومنعة من أجل إنسان السودان». وعدّ أن «نظام الإنقاذ في الخرطوم يقاتل ويجاهد ويتحاور ويتصالح من أجل أن تكون راية الإسلام هي العليا ولأجل تحقيق عزة ورفاهية أهل السودان». ودعا نافع كل القوى السياسية إلى كلمةٍ سواء والابتعاد عن من سماهم «الذين يحاربون الله عز وجل، من منطلق أن الاقتصاد والسياسة والاجتماع كلها لله».