علي الحداد أفادت منظمة الصحة العالمية WHO في آخر تقرير لها بأن مرض ارتفاع ضغط الدم يؤثر على أكثر من ثلث البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 25 سنة، وهو ما يمثل حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وهو الأعلى انتشاراً في إفريقيا ( بمعدل 46 ٪ من البالغين)، في حين تم العثور على أدنى معدل انتشار في أمريكا بمعدل (٪35 من البالغين)، أما جمعية القلب الأمريكية فقد ذكرت أن في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوجد مايقارب 77900000 شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم. أما بالنسبة للأرقام المحلية فتشير الدراسات والإحصائيات القائمة إلى أن معدل انتشاره بين البالغين تجاوز ٪25 في السنوات الأخيرة، ووصل في بعضها إلى ٪32.9 أي ما يعادل الثلث تقريباً، وذلك وفقاً لتقارير WHO! لذا احتفلت منظمة الصحة العالمية بيوم الصحة العالمي يوم الأحد الماضي 7 من أبريل 2013 وخصصته لمرض ضغط الدم، نظراً لأهميته وخطورته، الذي دعت فيه تحت شعارها إلى تكثيف الجهود لمنع ومكافحة ارتفاع ضغط الدم، حيث يعد واحداً من أهم الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة محلياً وعالمياً، وحيث من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة -لاسمح الله- بمضاعفات عديدة قد توثر على أجهزة الجسم وأعضائه المختلفة مثل القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي والدماغ والكليتين والعينين وغيرها. أما بالنسبة لأسباب أرتفاع ضغط الدم فهناك نوعان منه: -1 ضغط الدم الأولي الابتدائي أو الرئيسي، وهو يصيب معظم حالات ضغط الدم المرتفع وأكثرها بين البالغين، قد تصل إلى أكثر من ٪90 من مجمل الحالات، وهو غير معروف الأسباب. -2 ضغط الدم الثانوي، وهو معروف السبب ويصيب فئة قليلة من مرضى ضغط الدم المرتفع، أقل من ٪10، وتندرج تحت مسببات هذا النوع أمراض الكلى والغدد وأورام الغدة الكظرية، وبعض العيوب الخلقية في الأوعية الدموية، واستخدام حبوب منع الحمل أو الكورتيزون (الستيرويد) واستخدام بعض الأدوية والمخدرات غير المشروعة، مثل الكوكايين والأمفيتامينات وغيرها. كما أن هناك عوامل قد تساعد بطريقة أو أخرى على حدوث ارتفاع ضغط الدم ومن ذلك مايلي: عوامل لايمكن التحكم فيها وتجنبها مثل: 1) الوراثة: تلعب دوراً مهماً في حدوث هذا المرض، وذلك بالنسبة للعائلات التي ينتشر في أفرادها هذا المرض. 2) العمر: يزيد خطر ارتفاع ضغط الدم كلما تقدم الشخص في العمر. 4) الجنس: يعد ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعا في الرجال، أما النساء فهن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بعد سن اليأس. أما بالنسبة لعوامل الخطورة للإصابة بارتفاع ضغط الدم التي يمكن التحكم فيها والتغلب عليها فهي عديدة، ومنها كثرة تناول ملح الطعام (الصوديوم) والأطعمة الغنية بالملح، وقلة عنصر البوتاسيوم، السمنة والتدخين، وارتفاع مستوى الدهون والسكري في الدم، وتناول المشروبات الكحولية، وعدم ممارسة الرياضة، وقلة الأنشطة البدنية المختلفة والمستمرة التي ينبغي أن تكون متوسطة النوع من 30-60 دقيقة لمدة خمسة أيام في الأسبوع على الأقل. لذا ينبغي على جميع مقدمي الخدمات الصحية من قطاعات حكومية وغير حكومية وخاصة، بالإضافة للمؤسسات المجتمعية والهيئات المدنية الصحية الأخرى من جمعيات وغيرها بتكثيف وتضافر جهودها في المشاركة في وضع وتبني الخطط الاستراتيجية الوطنية المتكاملة، والتشريعات اللازمة لمكافحة هذا القاتل الصامت، وتوفير الموارد لها لمواجهة التحديات القائمة والتغلب عليها، والإسهام في عملية التثقيف الصحي والتوعية لهذا المرض على وجه الخصوص، ورفع مستوى الوعي لدى الفرد والأسرة والمجتمع، عن طريق إقامة الحملات الصحية التثقيفية بالمرض وعوامل خطورته، وكيفيه الوقاية منه، وبرامج الكشف المبكر، والفحوصات السريعة وغيرها من البرامج الأخرى الداعمة التي من الممكن أن تقام في أماكن التجمعات، كالمجمعات والجامعات وغيرها، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام المهم والحيوي بأنواعها الثلاثة لمساندة هذه الخطط، و كل ذلك من شأنه أن يسهم في النهاية في رفع مستوى الصحة العامة على وجه العموم، ومن خلال عناصر أربعة رئيسية، وهي العلاج والوقاية والتأهيل والتعزيز. المصادر: منظمة الصحة العالمية جمعية القلب الأمريكية مراكز مكافحة الأمراض ومنعها