العقل الكسول يميل عادة للإجابات الجاهزة. صاحبه لا يملك همة التفكير المستقل. ولا قراءة الأحداث لفهمها. هي مسألة سهلة وسريعة وغير مكلفة أن تقدم له الإجابة جاهزة. نحن في عصر السرعة. لا وقت لدينا للتفكير. “لا تفكر... نحن نفكر عنك”! نحن لا نعيش عصر الوجبة السريعة فحسب لكنّ قطاعاً واسعاً منا يعيش عصر الفكرة السريعة. اللحظة السريعة. لماذا نشغل أنفسنا ونضيّع وقتنا في قراءة كتب التاريخ والفلسفة؟ نستطيع أن نصل للإجابات الكبرى والصغرى ونحن مستلقون على كنباتنا وأمام التلفزيون. كل ما عليك أن تفعله أن تسلم عقلك وقلبك للإجابات السريعة والجاهزة والمكررة. وشخص ما، أمامك في الشاشة التي تقابلك، ينوب عنك في التفكير وفي السؤال وفي الإجابة. الإجابات العظيمة تأتي بها الأسئلة العظيمة. والإيمان العميق يأتي بعد الأسئلة العميقة. في السؤال شك. وفي الشك بحث عن إجابات. هكذا تنشأ الأفكار الكبرى. إنها تبدأ بسؤال، أو أسئلة. والنظريات الكبرى تقوم على أسئلة مهمة وملحة. طالب الدكتوراة يبني أطروحته على أسئلة أساسية لبحثه. وهكذا تصبح حياة الأمم (والأفراد) المتميزة بحثاً في أسئلة مهمة وملهمة لمزيد من الأسئلة. إن الثقافة التي تقمع الإنسان منذ صغره كلما همّ بطرح سؤال لا تنجب سوى أمة مترددة في تفكيرها وتعاملها. لا يوجد سؤال خطأ. ولا توجد إجابات قاطعة. كل الإجابات قابلة للبحث والنقاش، للخطأ والشك. الأمم التي تصنع حضارة إنسانية هي الأمم التي في ثقافتها ما يحفز على السؤال. فمتى نؤسس لمناهج جديدة تشجع على الأسئلة في البيت وفي المدرسة وفي فعالياتنا الثقافية؟