افتتح وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، مساء أمس الأول الإثنين، مباني ومنشآت مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في الرياض، التي تم إنشاؤها ضمن خطة مرحلية تشمل إنشاء خمسة مراكز دائمة للمناصحة والرعاية في المملكة، وتم استكمال إنشاء مركزين منها في كل من الرياض ومحافظة جدة، وتجهيزهما لاستقبال المستفيدين منهما. وتفقّد الوزير المنشآت التي تمت إقامتها على مساحة إجمالية تبلغ 134.464 متراً مربعاً، وتضم استراحات المستفيدين من برامج المناصحة والرعاية، والمرافق المخصصة لاستقبال زوارهم، بالإضافة إلى قاعة المحاضرات، والفصول الدراسية ومعامل اللغات، والورشة المهنية والمنشآت الرياضية، والعيادة الطبية. وكان المركز قد شهد أمس في الرياض انعقاد مؤتمر صحفي موسع شارك فيه كل من اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، واللواء سعيد البيشي مدير مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، بحضور عدد كبير من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء وممثلي وسائل الإعلام والقنوات التليفزيونية المحلية والعربية والدولية. وتحدث اللواء التركي خلال المؤتمر الصحفي وقدم نبذة مختصرة عن المركز ومهامه والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، كما رافق الصحفيين، وممثلي وسائل الإعلام خلال الجولة على مرافق المركز. من جهته، وصف مدير المركز اللواء سعيد البيشي مدخلات المركز بأنها «مخرجات سجون»، موضحاً أن إستراتيجية العمل بالمركز تعتمد على ثلاث مراحل تكمل بعضها بعضاً، ويرمز لها اختصاراً بكلمة (وتر) وتعني (وقاية، تأهيل، رعاية). وأشار إلى أن البرامج الثلاثة تستكمل دورها في إصلاح المستفيد معتمدة على نتائج ما تلقاه داخل السجن من برامج توعوية وتدريبية فردية كانت أو جماعية، وذلك للإسهام في جهود الوقاية والعلاج من الأفكار المنحرفة وإصلاح تلك الفئات من خلال برامج علمية وعملية متخصصة. وفي معرض رده على أسئلة «الشرق»، بشأن كيف يتم استهداف الشريحة للمناصحة، وما هو المسار الوقائي لمنعها من السقوط في براثن الجريمة وهي خارج السجن؟. أوضح اللواء البيشي أن المسار الوقائي خارج السجن يتم داخل المدن باستهداف المدارس والجامعات والمساجد والمرافق العسكرية. وبيَّن أن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الهدف منه الإسهام في نشر مفهوم الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف فكراً وسلوكاً، وتحقيق الاتزان الفكري والنفسي والاجتماعي لدى الفئات المستهدفة، وأيضاً الإسهام في جهود الوقاية والعلاج من الأفكار المنحرفة وإصلاح الفئات التي وقعت في براثن الفكر الضال، وأن يكون المركز نموذجاً عالمياً لتحقيق الأمان الفكري المرتكز على وسطية ديننا الإسلامي والانتماء الوطني. وأفاد بأن البرنامج نفذ 8916 مناصحة داخل السجون، استفاد منها 41 جنسية غير سعودية. وحول إذا كان مَنْ يخضعون للمناصحة يتأثرون بالأحداث الخارجية كالتي تحدث في سوريا على سبيل المثال، قال: «إننا نتعامل مع أصعب ما في الإنسان وهو الفكر»، مؤكداً أن نسبة الاستفادة من برامج المركز مشجعة، وتصل إلى ٪90، لافتاً إلى أن بعض الأهالي يتواصلون مع المركز من أجل النصح لأبنائهم عندما يلحظون عليهم بعض التغيير في السلوك والفكر، وبعض الحالات يتم إخضاعها للبرنامج الوقائي للمناصحة، مؤكداً أنه تم مناصحة بعض مَنْ حاولوا الخروج إلى سوريا للقتال هناك، وحثهم على الرجوع عن هذا الفكر، وأنهم بالفعل قد استفادوا من البرنامج الوقائي المخصص للمناصحة.