يعيش خمسة أشقاء (ولدان وثلاث بنات) ظروفاً قاسية بلا هوية وطنية، ما تسبب في حرمانهم من استكمال تعليمهم وحصولهم على مستحقات والدهم في التأمينات الاجتماعية، وذلك بعد وفاة والدهم وذهاب والدتهم إلى الأحوال المدنية في جدة لضمهم واستخراج كرت العائلة، حيث طعنت الأحوال المدنية في جنسية الأب الذي تزوج والدتهم بعقد نكاح مصدق من المحكمة في جدة وشهادة الشهود ويحمل حفيظة نفوس سعودية ويحملون شهادات ميلاد سعودية من الشؤون الصحية. شهادات الميلاد السعودية الإثبات الوحيد للأشقاء «الشرق» التقت بالأشقاء في منزل شقيقة والدتهم وتحدثت إلى أحمد الشقيق الأصغر من الذكور الذي تكالبت عليه الظروف وتحمل مسؤولية شقيقاته بعد وفاة والدته، حيث قال: بعد وفاة والدي بسنتين طلب منا في المدارس كرت العائلة حيث إننا دخلنا المدارس بشهادات الميلاد، وبدأت والدتنا في البحث وجمعت الأوراق وتقدمت إلى الأحوال المدنية في جدة بشكل رسمي لإضافتنا في كرت عائلة، ولكن الأحوال طعنت في جنسية والدي وأخبروها أنه لا توجد أوراق أو معاملة لزوجها في الأحوال، ودخلوا في تحقيق معها كيف تم الزواج؟ وأوضحت أنها تزوجت بعقد النكاح الموثق من المحكمة بشهادات الشهود. وبعدها أبلغ موظف الأحوال والدتي بأن زوجها يمني الجنسية، وهو منتحل شخصية شخص آخر على نفس الحفيظة في جيزان، وبسبب ضغوطات الحياة أصيبت والدتي بعدة أمراض بداية بالسكري ثم الضغط وتضخم في القلب، ثم أصيبت بمرض السرطان وتوفيت. وأوضح أنه بعد وفاة والدته راجع الأحوال المدنية لاستكمال ما بدأته والدته، فقال له موظف الأحوال إن المعاملة يوجد عليها أختام، وطلب منه التوقيع على خطاب استخراج إقامات من الجوازات لتصحيح وضعهم ورفع معاملة طلب تجنيس، ويتم استثناؤنا عن طريق والدتنا، ونحن الآن في حيرة؛ الأحوال المدنية تقول إن حفيظة النفوس لوالدنا مزورة وإن والدنا يمني الجنسية، والقنصلية اليمنية لا تعترف بنا وجميع الأوراق لدينا، ومنها شهادات الميلاد السعودية. وقال أحمد نعيش مع خالتي شقيقة والدتي، وهي مقعدة، ولا نملك أي دخل وكل ما نملكه هو ما يأتي من أهل الخير، حيث إني تخرجت من المرحلة المتوسطة وحُجزت الشهادة في إدارة التعليم إلى أن أحضر بطاقة الأحوال، ولا أستطيع أن أتقدم إلى أي وظيفة بسبب عدم حملي أي شهادات إثبات سوى شهادة الميلاد، واثنتان من أخواتي تخرجتا من الثانوية ولم يستطيعا أن يكملا الجامعة، وواحدة تحمل شهادة الكفاءة المتوسطة، وجميعنا لم نكمل تعليمنا بسبب عدم حملنا أوراقاً ثبوتية. وأوضح مدير الأحوال المدنية في منطقة مكةالمكرمة غازي البشري، أنه صدرت موافقة وزير الداخلية بمنحهم الجنسية وعليهم مراجعة الجوازات لإحضار إقامات من إدارة الجوازات توضح هويتهم الأساسية لمنحهم الجنسية. وعن إمكانية تقديم خطاب من الأحوال للجوازات، رفض ذلك وأفاد بأن الأمر الذي لديهم في الأحوال أن يحضروا الإقامات لاستكمال إجراءاتهم لمنحهم الجنسية، وفي حالة طلب الجوازات ذلك عليها أن تكتب لنا خطاباً ونحن مستعدون لتوضيح أي استفسار. ومن جهته، أفاد المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف، لابد من حصول هؤلاء الأبناء على استثناء شرط الإقامات، ومنحهم الجنسية ليكونوا مستقرين في حياتهم ويستطيعوا إكمال دراستهم لأنهم أبناء مواطنة سعودية والقرار الجديد الذي صدر يعطي الأم الحق في ذلك، ونظراً لوفاة والدتهم تتوجب عليهم مراجعة فرع جمعية حقوق الإنسان للبدء في البحث مع الأجهزة المختصة لمعرفة جنسية الأب واستخراج جوازات لهم ومن ثم الإقامات من أجل التصحيح، وفي حالة عدم المقدرة على إنجاز هذا الأمر أو تعثره أو صعوبته سوف نرفع بطلب استثنائهم من شرط الإقامات إلى وزارة الداخلية لاستثناء أبناء هذه المواطنة من هذا الشرط وتجنيسهم مباشرة لأنهم أبناء مواطنة سعودية. منزل شقيقة والدتهم المعاقة الذي يسكنون فيه (الشرق)