يعد الفيزيائي الفلسطيني سليمان بركة أحد العلماء النابغين في علم الفيزياء الفلكية، ومن علماء وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وشارك في عدد من الأبحاث الدولية في أوروبا والعالم حول فزياء الشمس ، ونال بعدها درجة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية من معهد الفيزياء الفلكية بجامعة بيير وماري كوري في باريس عام 2007، ليبدأ رحلة العمل مع عدد من كبار العلماء في وكالة ناسا الأمريكية ليعمل ضمن فريق بحث حول المركبات الفضائية ورواد الفضاء من الإشعاعات التي تصدر عن العواصف الشمسية. لكن ما وصل إليه بركة لم ينسيه أنه نشأ في أسرة فلسطينية بسيطة ، وفي بيئة فلسطينية محافظة ومتدينة ومناضلة، في قرية بني سهيلا جنوب قطاع غزة يقول بركة عن نشأته: «النشأة في المجتمع القروي حسب الأبحاث تصقل شخصية الطفل بشكل أفضل لحل المشاكل واتخاذ القرار، ولو أخذنا علماء مصر وقياداتها نموذجا سنجدهم كلهم من الريف ولن تجد استثناء في الأسماء الكبيرة هناك، لأن الأب يتدخل في حياة المدينة في تشكيل مستقبل ابنه، كما أن الامكانيات تكون هناك سهلة، ما يحدث كسلا في عملية العقل وحل المشكلات». الفيزياء مركزية العلوم وعن قصته مع الفيزياء يقول بركة :»الفيزياء أمرها غريب وعجيب، لا تعلم أين سيأخذك «كورس» بالفيزياء في حياتك، فهي مركزية كل العلوم في الأرض وهي أهم العلوم وهي المحور الذي تدور حوله كل العلوم، وهي تدين للفيزياء بكل الأدوات التي سهلت لتلك العلوم تقدمها، فالكيمائي مثلا أغلب أجهزته في المختبر هي فيزياء النظريات والتطبيق، والطبيب ليس له من الطب إلا ما علم في نظريته لكن كل أجهزته من الفيزياء، والسيارة والصاروخ والطائرة والموبايل، وكل التكنولوجيا أصلها من علم الفيزياء، وهي علم «إذا أعطيته كلك يعطيك بعضا منه، وإذا كنت هناك في الفيزياء فإنك ترى العجب العجاب». ورحلة بركة في ناسا لم يكتب لها ان تدوم طويلا ، فقد كان في انتظاره خبر جعله يعود على الفور إلى غزة ، فهناك استشهد ابنه الطفل إبراهيم بعد أن أصيب في قصف للطائرات الإسرائيلية ، وهدم ثمانية من منازل أقاربه ، ليقرر بركة أن لا يعود إلى أمريكا ، وأن يبدأ رحلة نضال جديدة ضد الاحتلال سلاحه فيها العلم ، وحلمه فيها إنشاء مركز أبحاث فضاء في فلسطين وتكوين جيل من علماء الفلك الفلسطينيين ،و كانت البداية مع إدخال تلسكوب إلى قطاع غزة لأول مرة. يقول بركة : « كنت دائما أريد أن أعمل شيئا في غزة بمستوى أفضل مكان في العالم، لم لا؟ الأشياء الجميلة والمهمة في العالم بدأت بفكرة، ربما بدأت ناسا في خمسينات القرن الماضي في جلسة على مقهى لاثنين من المهتمين. أطمح أن يكون لدينا مركز أبحاث في مدى سنوات قليلة يكون من المراكز المعروفة في العالم .» وأضاف «أنا أقاوم إذا أنا موجود وقد قلتها في اجتماع مع 45 عالما أوروبيا في علوم الفضاء والفلك، حيث كان لي الشرف أن أحاضر فيهم عن بروتوكولات التعاون في البحث العلمي الفرنسية الفلسطينية» . ويضيف : «أعرف أن الاحتلال لا يحب أي نجاح ولا أي خير، وهو يريد أن يجعلنا دائما نموت من أجل فلسطين، ولا يحب أن نعيش من أجل فلسطين، لأنك أن تموت من أجل فلسطين أسهل بكثير من أن تعيش من أجلها ، الموت أسهل كثيرا من الحياة».