اعتاد أطفال غزة على مشاهدة أحدث الأسلحة العالمية والطيران على أرضهم، وفي خطوة لإسعادهم تحت وطأة الحصار والحرمان، حضر عالم الفضاء الفلسطيني سليمان بركة إلى قطاع غزة حاملا معه تلسكوبا لإسعاد أطفال القطاع من خلال مساعدتهم على مشاهدة الفضاء الواسع المحتل والملبد دائما بالطائرات التي تحمل الموت لسكان القطاع. ووصل البروفسور بركة الذي كان يعمل في وكالة الفضاء «ناسا» إلى المركز الثقافي الفرنسي في مدينة غزة برعاية من القنصل الفرنسي العام في القدس فريدريك ديزانيو. وقال البروفسور إن الهدف من مشاهدة الفضاء عبر التلسكوب هو كسر الصورة النمطية لسماء غزة من قهر واحتلال وقصف للسكان المدنيين على الأرض. وأضاف عندما نسأل طفلا من غزة ماذا ترى في السماء يرد: إنه يرى طائرات الأباتشي وال « إف 16» ، وكل أسباب الموت والدمار، لكن في الوقت ذاته يرى الجمال في سماء غزة، بما تحتويه من كواكب ومجموعة شمسية ونجوم. وأشار بركة إلى أن الكون واسع والعالم أكبر من أن يكون محيطه بيت حانون ورفح فقط، إن مشاهدة الفضاء عبر سماء غزة محاولة عملية لكسر الحصار عن غزة بما فيها من أبعاد تعليمية وإنسانية وسياسية وإيمانا منه بأن الفلسطيني مخلوق عظيم ويستطيع أن يصل إلى درجات علمية كبيرة. البرفسور سليمان بركة عالم فلكي فلسطيني عمل في وكالة ناسا للفضاء الأمريكية بعد أن أنهى تعليمه في جامعات فرنسا غادر إلى أمريكا بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، وعاد قبل الحرب الإسرائيلية على القطاع فاستشهد ابنه ودمر بيته في خان يونس جنوب القطاع. وعن عودته إلى القطاع قال البرفسور بركة: «إن كنت مؤهلا فبلدك أولى بك». وعن مشاريعه المقبلة في قطاع غزة أكد البرفسور بركة أنه بصدد إنشاء مرصد فلكي وقبة فلكية وافتتاح فروع لعلم الفلك في الجامعات الفلسطينية، بالإضافة إلى محطة مغناطيسية أرضية هدفها قياس المغناطيسية الأرضية، مبينا أنه سيعمل مع مجموعة من أصدقائه والخبراء في مجال الفلك على إدخال مجموعة كبيرة من التلسكوب في الفترة المقبلة بما يخدم مجال الفلك في فلسطين.