اندلعت معارك ضارية بين القوات الحكومية السودانية وحركة «تحرير السودان» بزعامة مني أركو مناوي، في منطقتي «لبدوا» و»مهاجرية» في ولاية شرق دارفور، ما أدى إلى مقتل العشرات من الطرفين. ووقعت المواجهات عشية توقيع الحكومة وفصيل منشق من حركة العدل والمساواة على اتفاق سلام نهائي في العاصمة القطرية الدوحة. وأدت المواجهات العسكرية طوال نهار أمس الأول إلى تدفق الآلاف من المدنيين يغلب عليهم الأطفال والنساء إلى مناطق شعيرية شمالاً ومحلية يس جنوباً لقربهما. كما لجأ بعض المدنيين إلى مقر البعثة المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة «يوناميد» في البلدتين. وقال الناطق العسكري لجيش تحرير السودان، آدم صالح أبكر، إن قوات الجيش كبَّدت الجيش الحكومى نحو 100 قتيلٍ كما أسرت 16 جندياً واستولت على عددٍ من الأسلحة والذخائر. في السياق ذاته، دانت حكومة شرق دارفور الهجوم الذي نفذته قوات مناوي على منطقتي «مهاجرية» و»لبدوا» في ولاية شرق دارفور. ووصف نائب رئيس الحزب الحاكم والمستشار السياسي لحكومة الولاية، الدكتور حسن محمود إبراهيم، الهجوم بالاعتداء السافر الذي استهدف ثروة المواطن وقتل الأبرياء. وأعلن محمود، في حديثه ل «الشرق»، حالة الاستنفار القصوى في الولاية للتصدي لهجمات الحركات المسلحة، مشيراً إلى تكوين عشر قوافل استنفار ستتوجه لاستعادة المناطق المنكوبة. وعد محمود أن الحركات المسلحة قصدت بالاعتداء التأكيد للعالم أنها ما زالت موجودة بجانب إيصال رسالة سالبة للتأثير على مؤتمر المانحين المنعقد في الدوحة. في السياق ذاته، وقعت الحكومة وفصيل منشق من حركة العدل والمساواة في الدوحة على اتفاق السلام النهائي في احتفال بحضور النائب الأول للرئيس السوداني، علي عثمان طه، ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر إضافةً إلى رئيس بعثة ال «يوناميد» في دارفور محمد بن شمباس. ورأى النائب الأول للرئيس، في كلمةٍ ألقاها خلال مراسم توقيع الاتفاق، أن توقيع اتفاق الدوحة للسلام مع حركة العدل والمساواة هدية للاتحاد الإفريقي وللأمم المتحدة والمجتمع الدولي في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وتابع «بعد هذا التوقيع ستكون دارفور إضافة جديدة للاستقرار في هذه المنطقة والإقليم خاصة غرب إفريقيا». إحدى جلسات مؤتمر إعادة الإعمار والتنمية في دارفور، والمنعقد في الدوحة (أ ف ب)