كشف عميد كلية اللغة العربية في جامعة أم القرى الدكتور صالح الزهراني، عن توجه الجامعة لحوسبة اللغة العربية، عبر إدخال جميع فنون اللغة العربية، مثل الشعر والقصة والبلاغة، في الحساب الآلي، ليسهل الحصول عليها. وأوضح في رده على سؤال ل»الشرق»، في المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر أمس في مكتب مدير الجامعة الدكتور بكري عساس حول المؤتمر الدولي الأول لعلوم العربية في التعليم الجامعي بين التحصيل العلمي والتكوين المهاري، الذي تنظمه كلية اللغة العربية في الجامعة، أنهم يعملون على مشروع من أعظم المشاريع في تاريخ العرب، وهو موسوعة الشعر العربي على الإنترنت، التي ستحمل أربعة ملايين بيت شعر من الفترة الجاهلية إلى القرن الرابع الهجري، مشيرا إلى أنه تم جرد كل كتب التراث لاستخراج أبيات الشعر، وسوف تكون متاحة للباحثين قريبا. وأشار الزهراني إلى أن هناك معجما تاريخيا للغة العربية، وكل ما يتعلق بفنونها، سيكون ضمن المشاريع المتاحة في الإنترنت، لافتا إلى أن أن هناك شركات مع كليات الحاسب الآلي ومراكز الإبداع والابتكار لتسجيل براءات اختراع لحوسبة اللغة العربية، مبينا أن المملكة تعتبر أكبر دولة لديها مبادرات لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت بنسبة 7%. وأكد الزهراني قرب إصدار محرك بحث باللغة العربية من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يدعى «نبع» على غرار «جوجل». ووعد في حديثه ل»الشرق» أن تقوم الجامعة بتوزيع التوصيات التي سيتمخض عن المؤتمر على كل الجامعات المحلية والخليجية والعربية والإسلامية والدولية، وان كلية اللغة العربية ستطبقها. وبين أن الهدف من المؤتمر هو معالجة الخلل الناتج من مخرجات كليات اللغة العربية على مستوى العالمين العربي والإسلامي بمشاركة أفضل اللغويين على مستوى العالم محاولة للوصول للحلول وتلمس الطريق لتصحيحها. وأفاد أنهم بصدد الحصول على الاعتماد الأكاديمي في درجة البكالريوس والماجستير والدكتوراة التي تفرض عليهم تطور طرق ومناهج التعليم لتحسين المخرجات، مشددا على أن المؤتمر يتواءم مع خطوات الكلية. وأوضح أن 64 باحثا على مستوى العالم سيشاركون في فعاليات المؤتمر، الذي ينطلق مساء اليوم ويستمر حتى بعد غد الأربعاء، في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية في المدينة الجامعية في العابدية، مشيرا إلى أن 180 بحثا تقدمت للمشاركة، وتم اختيار الأفضل منها، لافتا إلى أن الجزائر وحدها تقدمت ب25 بحثا، إضافة بحوث من مصر وتونس والمغرب والأردن وفلسطين وبروناي والسودان واليمن وفرنسا، نافيا وصول أي بحث من سوريا. وأبان أن المؤتمر سيتضمن تقديم 15 حلقة علمية، وسيواكبه عقد ندوة كبرى عن تحديات اللغة العربية، يشارك فيها الباحثون المشاركون في المؤتمر، منهم ثلاثة من اللغوين العرب الكبار، وهم: الدكتور سليمان العايد من جامعة أم القرى، والدكتور عبدالرحمن الحاج صالح من الجزائر، ومحمد بخيت التلاوي من مصر. وأقر الزهراني بوجود عجز في مجال الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية، مشيرا إلى أن ماترجم من عهد المأمون إلى الآن لايوازي ما تترجمه إسبانيا في عام واحد.