أحدثكم في هذه المقالة عن عجائب وغرائب المبدعين الكبار (جمعتها بعد حضوري مناقشة رسالة دكتوراة لأحد الأصدقاء حول المبدعين). المبدعون يكرسون حياتهم للإجابة عن أسئلة محددة، ووصلوا إلى حقائق غير مألوفة لها ولا جذور واقعية لها، وتوصلوا لبعضها بالإلهام دون قصد منهم (كما يؤكد أينشتاين)، ولا يستسلمون لقيود المدرسة والتخصص الأكاديمي، وبعضهم برعوا في عدة مجالات (الغزالي وأينشتاين ودافنشي). المبدعون حساسون ويغضبون بسهولة (أفلاطون)، لا يتراجعون عن أعمالهم الإبداعية، يحبون الوحدة والعزلة والتأمل للتفرغ لإبداعهم وإنتاجهم والاستقلالية، يشعرون بالتهميش حتى من أسرهم، ينسون الأكل والشرب وقت استغراقهم في أعمالهم، بعضهم كتبت سير حياتهم بعد وفاتهم، وأغلبهم لم يحظ بالاعتراف في حياتهم يولدون بعد موتهم ويموتون فقراء.بعض المبدعين يصاب بالجنون والمرض النفسي والاضطراب إن لم تتحقق إبداعاتهم بسبب عجز مجتمعهم من استيعاب أفكارهم مع تأكيد الطب النفسي والعلوم النفسية ارتباط الإبداع بالتوتر والقلق الاضطراب النفسي (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم). وقد تحدث العرب عن وادي عبقر وشيطان الشعر من قبل. وقد أكد لي عديد من الشعراء الشعبيين مرورهم بحالة أشبه بالجنون عند ولادة قصائدهم.يبقى أن نذكر أنه ليس كل مبدع مجنوناً، وليس كل مجنون مبدعاً، لأن الحقيقة أكثر تعقيداً. العبقري يبقى إنساناً طبيعياً لكنه مهووس بمشروعه الخاص لدرجة المرض ومستعد لأن يضحي بكل شيء من أجله.