مع استمرار موجة الغبار في سماء المنطقة الشرقية، التي يتوقع انقشاعها اليوم، استمرت الإجراءات الاحترازية في تعطيل المدارس ومنع الزوارق الصغيرة من الإبحار، بينما اغتنمت مغاسل السيارات الفرصة لمضاعفة أرباحها نتيجة الإقبال الكبير من السيارات، ووحدها الحوادث لم تنفع معها التنبيهات والتحذيرات فحصدت روحين يوم أمس الأول، إضافة إلى 11 إصابة، وأضرار مادية كبيرة في 225 حادثاً يوم الجمعة الماضي. وأوضح ل «الشرق» مدير إدارة الإعلام التربوي في تعليم المنطقة الشرقية خالد الحماد، أن قرار تعليق الدراسة ليوم السبت، الذي صدر أمس الأول (الجمعة) عن مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الدكتور عبدالرحمن المديرس، جاء بعد الوقوف على تقارير مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، وإدارة الدفاع المدني، اللتين تعملان جنباً إلى جنب مع تعليم المنطقة، وفقاً للتكاملية والشراكة المجتمعية القائمة بينهما، وبما يصب في مصلحة الطلبة للحفاظ في الدرجة الأولى على صحتهم، نتيجة موجة الغبار والتقلبات الجوية التي تمر بها المنطقة. وأشار الحماد إلى أنَّ تعليم المنطقة يطلع كل 12 ساعة، وبشكل يومي، على ما يرد إليه من تقارير مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، بهدف الوقوف على أي طارئ قد يعتري اليوم الدراسي، وليتسنى اتخاذ القرارات التي تكفل حماية الطلبة والطاقم التعليمي في مدارس المنطقة. وحول ما إذا كانت هناك نية من قِبَل تعليم المنطقة لاستمرار تعليق الدراسة ليوم الأحد إذا ما استمرت موجة الغبار والتقلبات الجوية على المنطقة، قال «نضع سلامة الطلبة ومعلميهم والهيئة الإدارية في المدارس نصب أعيننا، وقرار تعليق الدراسة مرهون بالتنسيق والتكاملية مع التقارير التي تصدر من شركاء الإدارة، مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، وإدارة الدفاع المدني، بما يحقق المصلحة العامة». القوارب الصغيرة هذا، بينما منع حرس الحدود لليوم الرابع على التوالي إبحار القوارب الصغيرة التي يقل طولها عن سبعة أمتار، أو التي لا تتحمل الرياح القوية، وقال المتحدث باسمها في الشرقية العقيد البحري خالد العرقوبي، ل»الشرق» إنه لا يمكن التنبؤ بوقت انتهاء الحظر، وأنه مرتبط بتقلبات الأحوال الجوية، وسرعة الرياح، ومتى ما انتهت تلك التقلبات سيتم السماح للقوارب الصغيرة، منوهاً بأن ذلك لا يشمل القوارب الكبيرة التي لا تؤثر فيها الرياح، داعياً البحارة للاستفسار عن حالة الطقس قبل الدخول إلى البحر حفاظاً على سلامتهم. وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تتأثر أجواء المنطقة الشرقية خلال الأيام المقبلة بنشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار ما يحد من مدى الرؤية الأفقية، والسماء غائمة جزئياً بسحب ركامية رعدية على بعض الأجزاء الشرقية، بسبب دخول كتلة هوائية على المنطقة الشرقية مصحوبة برياح نشطة محملة بالأتربة والغبار. وقال المتحدث الرسمي باسم الأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، إن المنطقة عادةً ما تشهد في مثل هذه الأيام تقلبات جوية، لكونها الفترة الفاصلة بين فصلي الربيع والصيف، وتوقع أن ينقشع الغبار والأتربة ابتداء من اليوم، وأن تتوجه تلك الرياح المحملة بالغبار والأتربة إلى المناطقة الداخلية في المملكة. ازدهار المغاسل وأنتجت موجة الغبار خلال اليومين الماضيين أرباحاً كبيرة لمغاسل السيارات، نتيجة الإقبال الكبير على غسل السيارات. وكشفت جولة ل»الشرق» على مغاسل سيارات في الجبيل توافد أعداد كبيرة لغسيل السيارات، الأمر الذي أدى إلى تكدس السيارات في المغاسل والانتظار لأوقات طويلة للغسيل. وأكد العامل عبدالله حسين أن مغاسل السيارات بالفعل المستفيد الأكبر من موجة الغبار، حيث تصل أعداد السيارات للمغسلة ما بين مائة إلى 140 سيارة يومياً، مع العلم بأن مغاسل السيارات تعمل طوال العام، إلا أن أيام العواصف الرملية تزيد العدد بنسبة 100%. وأضاف العامل ماجد القاسمي أن فئة الشباب هم الفئة الأكبر حضوراً لمغاسل السيارات، وغالباً ما تكون أوقاتهم ما بين العصر إلى المغرب. ورأى العامل منصور محمد أن الغبار والمطر من أكثر الأوقات التي تزيد فيها الأرباح، حيث يكون حجم العمل لدى المغاسل مضاعفاً. 212 حادثاً وسجلت طرقات المنطقة الشرقية، أمس الأول، نحو 212 حادثاً نتجت عنها 11 إصابة، ووفاتان. وأكد الناطق الإعلامي باسم مرور الشرقية بالإنابة الرائد سلطان الحركان، أمس، أنه تم استنفار جميع دوريات المرور، وتوزيعها في جميع المواقع التي تشهد كثافة مرورية، وتنفيذ الخطة بالتعاون مع الجهات الأخرى في الميدان، مشيراً إلى أن معظم الحوادث التي وقعت كانت بسيطة، داعياً قائدي المركبات إلى توخي الحذر، واتباع قواعد السلامة المرورية، والتأكد من سلامة إطارات المركبة والأنوار والمساحات، وخاصة وقت هطول الأمطار وموجة الغبار التي تحد من الرؤية، مطالباً بتجنب السرعة والتقيد بالسرعات المحددة في الطرقات، حيث إن السرعة هي سبب وقوع الحوادث.