الملك الحسن حين جاؤوا إليه بالطيار الحربي الذي فشلت طائرته في إسقاط طائرة الملك، ينظر إليه ساعة ثم يقول: ما يفزعني ليس هو اغتيالي، أو الانقلاب.. ما يفزعني هو كيف تفشل طائرة حربية في إسقاط طائرة مدنية تحلق بطيئة للهبوط.. هل جيشي هو هذا..؟! والطيارون في الجيش المغربي يتلقون تدريبهم في فرنسا، والرئيس الفرنسي يلقي خطاباً طويلاً الخميس الماضي أمام البرلمان المغربي، ويحدث عن التعاون بين البلدين، قبلها كان التدخل الفرنسي المباشر في مالي، والتدخل تحت غطاء في خمس دول أخرى، وفرنسا تنطلق الآن لاستعادة إمبراطوريتها الآن في إفريقيا، والرئيس الفرنسي يحدث البرلمان عن قيادة فرنسا للحرية، ويمجد الثقافة الفرنسية. وما تنجح فيه فرنسا هو نحت المعاني الكذابة للكلمات، لكن العالم يعيد الآن المعاني التائهة إلى البيت، والعالم يجد أن الثورة الفرنسية التي يتغنى بها العالم هي الثورة التي تبلغ دمويتها درجة تجعلها القبح الأعظم في التاريخ. والرئيس الفرنسي يتحدث أمام البرلمان عن حقوق المرأة، والرئيس الفرنسي يختار توقيتاً سيئاً للحديث عن حرية المرأة العربية، ففي الأيام ذاتها كان تقريراً فرنسياً في دراسة للسنوات الماضية يكشف أن 82% من المتزوجات من 15 سنة هن الآن مطلقات، والرقم يشير إلى عام 1982، ويشير إلى تصاعد عنيف كل عام. الدراسة تقول إنه عام 1984 كانت ثمانية ملايين امرأة في فرنسا يعشن وحدهن مع أطفال. عام 1992 تقع 82000 حالة اغتصاب. 80% منها تقع داخل الأسر وبين المحارم، عام 1997 تقع حالة اغتصاب كل ثلاث ثوانٍ، والشرطة هناك تقول إن الأعداد هذه هي معشار ما يقع بالفعل. والوزيرة الفرنسية ميشيل أندريه تقول “الحيوان نفسه يعامَل أفضل من المرأة في فرنسا”. الرئيس الفرنسي كان عليه اختيار وقت آخر للحديث عن حرية المرأة العربية. ويحسن بالرئيس الفرنسي أن يبدأ إعادة الإمبراطورية من مكان آخر.