حذر الاستشاري النفسي والمعالج الإكلينيكي، وليد الرجيب، من لجوء المريض إلى التنويم «المغناطيسي» كعلاج بديل عن الدواء، منبهاً إلى أن غير مختصين في هذا المجال يروِّجون إلى إمكانية العلاج بالتنويم كبديل عن الدواء، مبيناً أنَّ ذلك غير صحيح، ومن الخطر إقناع المريض بترك أخذ العلاج. وكشف عن تدريبه عدداً من السيدات في دولة الكويت باستخدام «التنويم الذاتي أثناء الولادة، عبر تخدير الجزء السفلي من أجسادهنَّ، ما يؤدي إلى استرخائهن وتجنيبهنَّ الإحساسَ بآلام الولادة». وقال الرجيب، في أمسية «علاج الحالات النفسية بالإيحاء – التنويم» التي نظمها ملتقى الأربعاء الثقافي في القطيف، أول من أمس، إنَّ «التنويم» يُستخدَم في عدة مجالات، ومن بينها العلوم النفسية والاجتماعية والطبية والجنائية، مضيفاً أنَّ التنويم يُستفَادُ منه في الاسترخاء والقضاء على القلق والتوتر، والتخدير والولادة من غير ألم، مبيناً أنَّ من أنواع التنويم ما يعرف ب»التنويم الذاتي»، موضحاً أنَّ الشخص يستطيع تنويمَ أي جزء من جسده. وتطرَّقَ الرجيب في محاضرته إلى «العقل الباطن والواعي» لدى الإنسان، مبيناً أنَّ العقل الباطن يُعتبَر القائد الحقيقي وغير المحدود، إضافةً إلى أنَّ وظيفته الانتقاد والقرارات السليمة، فيما يعمل العقل الواعي على ترتيب وتحليل وتنبيه ورفض ما يحدث للإنسان، كما أنَّه مخزنُ الذاكرة ابتداءً من كون الإنسان جنيناً. وذكر أنَّ العقل الباطن مقاومٌ للتغيير، مثل حفاظه على العادات ومقاومة أي عادة جديدة. وبيَّن أنَّ التنويم حالة طبيعية متوفِّرَةٌ لدى البشر، موضحاً أنَّها ذهنيةٌ من الانتباه والتركيز الشديدين، حيث يتمُّ فيهما تحليلُ العقل الواعي ومخاطبة العقل الباطن. وأوضح أنَّ تسمية التنويم ب»المغناطيسي»، غير صحيح، فلا يمكن أن يكون تنويماً مغناطيسياً لأنه ليس له علاقة بالمغناطيس ولا المغناطيسية، إضافةً إلى أنه ليس تنويماً إيحائياً، فهذا المصطلح غير دقيق من الناحية العلمية، وهو أقرب إلى الاسترخاء، وأضاف أنه يسمى «تنويماً» فقط، سواءً كان عن طريقِ اختصاصيٍّ أو ذاتياً. وضرب مثالاً على التنويم الذاتي ب»تنوميه ذاتَه شخصياً»، موضحاً أنَّ ما يحدث أثناءَ ذلك إحساسٌ بمرور الوقت سريعاً، ولا ينصح باستخدامه لغير المعتادين على تنويم ذواتهم. يُذكَر أن الرجيب استشاري نفسي واجتماعي ومعالج إكلينيكي بالتنويم، ويحمل عضوية الجمعية الأمريكية الوطنية للمنومين، ومستشار في الشؤون الثقافية في المجلس الوطني للثقافة والفنون في دولة الكويت، وله 13 إصداراً بين قصص قصيرة وروايات.