قد تكون هذه المدينة الساحلية التي تقع في شمال ألمانيا والتي يمر بها نهر الالب قد منحت اسمها لاشهر ساندويتش ساخن في العالم وهو ساندويتش الهامبورغر، ولكنها تكتسب شهرتها حاليا من قطع حلوى الشيكولاته الشهية ويرجع ذلك الفضل إلى مضيف السفينة البريطانية الذي انضم إلى رئيس الطهاة الالماني لاقامة متجر لبيع الحلوى. وكان الهامبورغر يصنع في بادئ الامر من اللحم المفروم وقطع البصل الصغيرة التي تقدم على قطعة باردة من الكعك المحلى بقليل من السكر وكان سكان هامبورغ يطلقون على هذه الوجبة الخفيفة «هامبورغر روندشتويك». وانتقلت هذه الوجبة الخفيفة عبر المحيط الاطلنطي إلى الولاياتالمتحدةالامريكية من خلال آلاف المهاجرين الالمان الذين هاجروا عبر ميناء هامبوغ في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ويرجع الفضل للامريكيين في تقصير اسم «هامبورغر روندشتويك» إلى «هامبورغر» وتقديمه كوجبة ساخنة مع المخلل والبصل والتوابل والنكهات، وبالتالي يرجع لهم فضل تقديم هامبورغر أمريكي حتى النخاع. ولكن ذلك كله أصبح في طي النسيان ولم يعد سكان هامبورغ يكترثون البتة بساندويتشات الهامبورغر هذه الايام كما هو الأمر مع متجر فطائر هامبورغ الذي أقيم على الطراز الانجليزي والذي أصبح أشهر ما تمتاز به هذه المدينة الالمانية حاليا. ذكرت صحيفة محلية مؤخرا «إن الامر يبدو كما لو كانت هامبورغ مدينة الشيكولاته .. ويعود الفضل - شئنا أم أبينا - لرجلين هما روبرت وستيفان اللذين يديران متجرا فوق العادي لصنع الفطائر لم يشهد أي منا مثيلا له من قبل». وأضاف روبرت مينسي وستيفان داير كلمة «شوكهوليك» (أي مدمنو الشيكولاته) للغة الالمانية بافتتاح متجر «مخبز الاحلام السعيدة» في أحد أحياء هامبورغ السكنية الراقية قبل سبعة أعوام. وبالطبع الشيكولاته ليست بجديدة على الأوروبيين الذين يفخرون بفطائرهم ومعجناتهم من جميع الأنواع والاشكال والنكهات، ولكن لم يعلم غير القلة في هذه المدينة الساحلية بمذاق الفطيرة الانجليزية أو كعكة الشيكولاته بالبندق والفطائر الرقيقة وقطع الكعك الصغير المحلى، فكل هذه الأشياء اعتبرت من البدع والمستحدثات حتى منتصف التسعينات من القرن الماضي. ولكن كل ذلك تغير الان بفضل مخبز الأحلام السعيدة وزبائنه من الأثرياء والمشاهير. وبدأ أولريخ فيكرت أشهر مذيع ومقدم للأخبار في فرانكفورت في شراء حلوى وفطائر العنبية (التوت الازرق) الرقيقة قبل أعوام من مخبز الأحلام السعيدة ليبدأ بذلك موضة بين سكان فرانكفورت. وأصبحت الأكشاك في جميع محطات السكك الحديدة الآن تبيع فطائر العنبية. وفيكرت مغرم حاليا بفطائر الليمون الشفافة ويبتاعها بشكل دائم من المتجر، ولذلك من المتوقع أن تبدأ هذه الاكشاك في بيع هذه الفطائر في الفترة المقبلة لتحل محل فطائر العنبية التي بدأ ينخفض الاقبال عليها. ويشتري ولفجانج يوب مصمم الازياء الشهير وهو من الصفوة في هامبورغ جميع فطائره من مخبز الاحلام السعيدة وعندما تزوجت ابنته ياتي يوب اشترى تورتة هائلة الحجم لحفل العرس من مخبز الاحلام. كما كانت تورتة حفل عيد ميلاده الستين من نفس المتجر. وأصبح متجر الاحلام السعيدة في ضاحية هوهيلوفت من بين المقاصد السياحية في المدينة. فهو يقع بين متاجر لعب الاطفال الخشبية القديمة. وبالرغم من صعوبة رصد المتجر إلا أن الانف لا يمكن أن تخطئ رائحة الشيكولاته التي تمتد لقطر يصل إلى 500 متر. أفتح الباب فحسب واستمتع برائحة المخبوزات. يقول داير بلهجة انجليزية» لقد عثرنا على الوظيفة المثالية. ففيها إبداع فني ومرح وأفضل من كل ذلك نمنح الآخرين سعادة ورضا فوري». أما مينسي الذي شغل ذات مرة وظيفة رئيس الطهاة لولي عهد دبي فيقول إن جميع المشاهير يتعاملون بلطف مع من يقدمون لهم الحلوى.