قال الباحث في الآثار الإسلامية الدكتور فرج الله يوسف، إن منح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هذا العام للفلسطيني رائد صلاح، دليل على حرص المملكة العربية السعودية، والجائزة على رفد المرابطين من أهل فلسطين بما يدعم صمودهم واستمراره من أجل الحفاظ على عروبة فلسطين والوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني. فرج الله يوسف ووصف صلاح بأنه حارس مقدسات فلسطين لنضاله المستمر من أجل الدفاع عن مساجد، ومقابر فلسطين، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وكل ما يمس التراث العربي الإسلامي، والآثار الإسلامية في الأراضي المحتلة خاصة القدس الشريف، مبينا أن صلاح خاض وإخوانه المرابطون حروبا شرسة ضد الاحتلال الصهيوني، وسُجنوا ومنعوا وحوصروا، لكنهم ما زالوا صامدين، ولولا صمودهم ودفاعهم عن مقدسات فلسطين لتم تهويدها بالكامل. وتحدث فرج الله عن بعض مواقف صلاح مع الاحتلال، وقال: في 23 من أغسطس 2008م، أصدر وزير الدفاع الصهيوني أمرا بإغلاق مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في مدينة أم الفحم، ويومها خرج صلاح، وقال آنذاك: «داهم زوار الليل مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، ولقد كان عددهم يزيد على الخمسمائة… وما إن دخلوا مكاتب المؤسسة حتى راحوا يجمعون كل ما فيها من وثائق وأموال، ثم قاموا بمصادرة هذه الوثائق التي كان عددها بالآلاف، وقاموا بمصادرة ما وجدوا من أموال، ويبدو أنهم لم يرضوا لأنفسهم أن يصادروا المال القليل فتوجهوا إلى حسابات المؤسسة في البنوك فصادروا ما وجدوا فيها من أموال… وقام أحدهم بتمزيق المصحف ولا أدري لماذا؟! هل هو تعبير عن فشل هذه الغارة، ولذلك أراد هذا المجهول النكرة أن «يتفشش» بالمصحف فقام بتمزيقه؟!»، ثم بشرنا ببشرى سارة مفادها: «كنا سلفًا وقبل برهة من الزمن قد صَوّرنا كل وثائق مؤسسة الأقصى، وقمنا بوضعها في مكان آمن ولا تزال حتى الآن في مكانها الآمن، وهذا يعني أن كل هذه الوثائق النادرة لا تزال في حوزتنا ولا نزال نعتبرها تراثاً إنسانياً ولا نزال نحتفظ بها كأمانة نيابة عن الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني؛ لأننا لا نعتبرها ملكاً خاصاً لنا بل هي ملك لكل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني حتى قيام الساعة، وكذلك كنا سلفاً وقبل برهة من الزمن قد أقمنا مؤسسة باسم «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» وها هي اليوم تعمل وقد خرجت إلى دائرة العطاء، وها هي اليوم تواصل مشوارنا الأبدي الذي لا تراجع عنه، ألا وهو نصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى وسائر المقدسات». وأوضح أن صلاح وإخوانه كانوا يعدون للأمر عدته ولا يأمنون مكر الصهاينة، فانطلقت في اليوم التالي «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، التي لا تزال تنافح عن مقدسات فلسطين وآثارها والتصدي لحملات التهويد. وكان ديفيد بن جوريون أحد مؤسسي الكيان الصهيوني، قال تعليقًا على هدم المساجد بعد احتلال فلسطين: «نريد هدم الكل (أي المساجد) نحن نريد محو التاريخ الإسلامي»، لافتا إلى أن مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية قدرت عدد المساجد التي هدمت بعد قيام الكيان الصهيوني بنحو 1200 مسجد. واختتم فرج الله حديثه بأن الإشارة إلى معسكرات التواصل تكفي، والفرق الجوالة في طول فلسطين وعرضها لحماية الآثار والمقدسات. وهي جهود تتم كل يوم، وليست جهودا موسمية كان آخرها «معسكر التواصل مع الثامن مع النقب يوم السبت 23 من مارس 2013م»، معتبرا أن الجهود يقودها صلاح وإخوانه دفاعا عن عروبة فلسطين وتصديها لمحاولات تهوديها.