شيء مثل الربيع الإفريقي يحدث، لكن رياحه تهب من باريس، ومن تل أبيب، وحكومة إفريقيا الوسطى تتبدل بنفحة من فرنسا، وثوار جنوب السودان الذين يقاتلون سلفاكير يقتربون من جوبا عاصمة الجنوب، ومن مخطط يفصل الجزء الغني من الجنوب عن جوبا «أعالي النيل». وخريف الجنوب حيث الأمطار تجعل التحركات مستحيلة، هو ما ينتظره الثوار للتقدم وما ينتظره سلفاكير لإيقاف الثوار، وجيش الجنوب ينهار، وتيتر قديت أحد أشهر قادة سلفاكير يشاع أنه قتل، بينما الحقيقة هي أن الرجل يترك قادة جيشه هناك وينجح في الهرب. وخريف إثيوبيا تنتظره أديس أبابا لإيقاف جيوش ثلاثة تتقدم نحو العاصمة«الأرومو، وثوار الأوجادين، وجيش مانجستو الحاكم السابق الذي يستيقظ في غرب إثيوبيا».وأريتريا تنتظر الهياج، لترسل جيشها إلى هناك، والانقلابيون في أريتريا الذين تفشل ضربتهم الشهر الماضي، ينتظرون خروج جيش أفورقي من العاصمة حتى ينقضوا عليها.وموسفيني يسابق الخريف ليجعل لقواته معسكرات في إفريقيا الوسطى تحت دعوى مطاردة جيش الرب، بينما الرجل يبحث عن منطقة تجعله قريباً من تمرد دارفور ليتبادل معه المنافع.وهيلدا جونسون في واشنطن تحث أمريكا على إنقاذ المخطط الإسرائيلي في الجنوب، لدعم سلفاكير ضد الثوار، أو بدعم الثوار ضد سلفاكير حتى تتحول الحكومة الجديدة ضد الخرطوم. والهياج في كل مكان لكنه هياج أعمى. والهياج ما يثيره هو ثروات هائلة في كل مكان، وضعف إفريقي يجعل كل جهة تطعم حليفها لحم ذراعها الأيمن، حتى لا تقوم جهة أخرى بالتهام ذراعها الأيسر. وتحت العام هذا تتبدل خريطة إفريقيا الشرقية والوسطى !!!