يمنيون يتجمعون أمام مصنع بلاستيك في صنعاء بعد أن شب حريقٌ فيه أمس (رويترز) صنعاء – الشرق كشف قياديٌ بارز في المؤتمر الشعبي العام في اليمن عن تحركٍ إيراني تجاه ضم حزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، إلى تيار طهران الذي يتوسع في اليمن بعد أن استقطب كيانات اجتماعية وسياسية ودينية متعددة، في وقتٍ أكدت فيه مصادر أخرى من بينها رئيس تحرير صحيفة «المنتصف»، أمين الوائلي، نية نجل صالح، العميد أحمد علي، خلع البزّة العسكرية والاشتغال بالسياسة. وقال القيادي في المؤتمر الشعبي ل «الشرق» إن العميد يحيى محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس السابق والقائد السابق للأمن المركزي التقى في العاصمة اللبنانية بيروت عناصر من وزارة الخارجية والمخابرات الإيرانية طلبت لقاءه عن طريق أحد قيادات حزب الله اللبناني. وبحسب المصدر، اقترح الجانب الإيراني على نجل شقيق صالح أن يتسلم قائد الحرس الجمهوري، العميد أحمد علي، زمام قيادة المؤتمر الشعبي وأن يدخل في تحالفٍ مع الحوثيين والمكونات المنتمية إلى المذهب الزيدي في شمال اليمن من أجل تشكيل تيار سياسي واسع يستطيع مواجهة التحالفات الأخرى المدعومة من جهات إقليمية. وتضمن العرض الإيراني دعم نجل صالح في الانتخابات المقبلة كقائد للتكتل السياسي المزمع تشكيله، وبناء شبكة إعلامية كبيرة يكون مقرها بيروت لخدمة هذا التكتل وتوفير دعم مادي لكل الكيانات الاجتماعية التي كانت مستفيدة من نظام صالح واستعادة المناصرين لحزبه وضمهم إلى التكتل الجديد. صالح ونجله يرفضان وأوضح القيادي في المؤتمر الشعبي أن يحيى صالح نقل ما طرحه الجانب الإيراني إلى الرئيس السابق ونجله العميد أحمد علي، وأنه تم تداول هذا المقترح بين عددٍ محدود من قيادات المؤتمر، غير أن العميد أحمد علي رفضه بشدة وأيده في ذلك والده في حين كانت قيادات في الحزب اعتبرت المقترح مناسباً. ويشهد المؤتمر الشعبي العام حراكاً داخلياً إثر الصراع بين صالح ورئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، على رئاسة الحزب، ويطالب الأخير، وهو أمين عام الحزب، بأن تذهب الرئاسة إليه الأمر الذي يرفضه صالح وقطاع واسع من القيادات الحزبية الموالية له. ويطالب قطاعٌ واسع داخل المؤتمر بتسليم قيادة الحزب إلى العميد أحمد علي، على أن يقدم استقالته من الحرس الجمهوري. خلع البزّة العسكرية في سياقٍ متصل، ذكرت مصادر مقربة من العميد أحمد علي أنه بدأ فعليا ترتيبات إنهاء وجوده داخل الجيش والانتقال إلى العمل السياسي من خلال حزب والده الذي كان أحد نوابه في البرلمان في الانتخابات قبل الأخيرة. وأفادت المصادر بأن قائد الحرس أبلغ الرئيس هادي رفضه قبول أي منصب عسكري في المرحلة الثانية من خطة هيكلة الجيش لأنه قرر خلع بزّته العسكرية والتوجه إلى السياسة. ترجيحات بصحة التسريبات بدوره، رجّح رئيس تحرير صحيفة «المنتصف»، أمين الوائلي، صحة ما يُسرّب عن توجُّه العميد أحمد علي إلى خلع البزة العسكرية مختاراً وارتداء بدلة العمل السياسي، مشدداً على أن معظم الإفادات قريبة العهد بصاحبها تجزم ب «اكتمال العزم والهمَّة لدى القائد الشاب لخوض غمار السياسة». وبيَّن الوائلي، في تصريحٍ ل «الشرق»، أن أنصار الرئيس السابق، وبينهم قيادات سياسية وحزبية في المؤتمر الشعبي، يتطلعون إلى انخراط أحمد علي في العمل السياسي. ويعتقد مراقبون أن اشتغال نجل صالح بممارسة السياسة من شأنه إزاحة القيادات القديمة التي تقود الحزب الذي حكم اليمن سنوات طويلة وانتهى إلى نصف حاكم بموجب المبادرة الخليجية التي نقلت السلطة من صالح إلى نائبه وقسمت الحكومة بين المؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك. تأكيدات اليدومي من جانبه، قال القيادي في حركة الإخوان المسلمين في اليمن، محمد اليدومي، إن نجل صالح لن يرشح نفسه في انتخابات 2014 الرئاسية، لكنه لم يوضح كيف سيتم منعه رغم عدم وجود ما يحول دون ترشحه في اتفاق التسويه السياسية. وأدلى اليدومي بهذا التصريح خلال حوارٍ مفتوح مع أنصار حزب الإصلاح، الذراع السياسية لإخوان اليمن، تناول الواقع السياسي في اليمن. وعلَّق أمين الوائلي على حديث اليدومي بقوله «إن جزم القيادي الإخواني من الآن باستبعاد العميد أحمد علي من انتخابات 2014 يحمل أحد معنيين، إما التلميح باستهداف نجل الرئيس السابق قبل الوصول إلى الانتخابات، ما يعني وضع خيار الاغتيال على الطاولة، أو أن اليدومي على دراية بمخطط استيلاء على السلطة قبل موعد الانتخابات بما يكفل إقصاء بقية الخصوم».