حقق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ما لم يحقق لليمن منذ 33 عاما، حيث نجح باقتدار في إصدار حزمة من القرارات الرئاسية لإعادة هكيلة الجيش، تمكن من خلالها إزاحة شخصيتين عسكريتين ناريتين، وهما اللواء علي بن محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى سابقا، والعميد أحمد علي عبدالله صالح نجل صالح وقائد الحرس الجمهوري سابقا من منصبيها، وإعادة المؤسسة العسكرية لمسارها الصحيح، لكي تعمل لمصلحة اليمن، وإبعادها عن الهيمنة الحزبية والشخصنة. علي محسن الأحمر مهندس الثورة اليمنية، وأحمد علي عبدالله صالح خط الدفاع الأخير لوالده، انصياعا لقرار هادي، حيث أعلن الأول قبوله للقرار، فيما أوضح الثاني في تصريحات نادرة (حيث يعرف عنه أنه بعيد عن الإعلام) أن قوات الحرس الجمهوري لم تبن على أسس مناطقية أو أسرية، إلا أنه استدرك قائلا «لا اعتراض على الهيكلة ما دامت في مصلحة الوطن» مؤكدا أنه تحت إمرة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل انتهى دور نجل صالح في الجيش؟، مصادر يمنية أكدت ل«عكاظ» أن الرئيس هادي يفكر جديا في إعطاء نجل صالح منصبا قياديا في وزارة الدفاع، ومن المرجح أن يكون قائد المنطقة العسكرية المركزية، أما علي محسن الأحمر فقد يعين كنائب رئيس هيئة الأركان؛ لأن هادي ووزير دفاعه يرغبان في احتوائهما وإبقائهما تحت المجهر العسكري. وتبقى التكهنات السياسية هي محور حديث اليمنيين حول إمكانية أن يخوض نجل صالح الانتخابات التي ستعقد العام القادم، بعد أن يترأس أحمد رئاسة حزب المؤتمر بدلا عن والده، منهيا الجدل الذي يهدد التسوية السياسية حول استمرارية رئاسة صالح للحزب، على أن تبقى حصانة الرئيس السابق كما هي بدون أي مساس. وتشير المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ» أن مبعوث الأممالمتحدة لدى صنعاء جمال بن عمر نجح إلى حد كبير للتوصل لاتفاق يقضي بتنازل علي صالح عن رئاسة الحزب لصالح نجله، شريطة السماح لأحمد بالترشح في انتخابات العام القادم. وألمحت مصادر يمنية إلى أن قائد قوات الحرس الجمهوري «سابقا» يتهيأ للانخراط في الحقل السياسي قريبا، مستخدما الحق المكفول له دستوريا كغيره من أبناء اليمن الراغبين في شغل مواقع سياسية في المستقبل. وأكدت هذه المعلومات ما نشرته صحيفة «اليمن اليوم» التابعة لحزب المؤتمر، عما يمتلكه نجل صالح من حضور فاعل في الساحة السياسية اليمنية، مشيرة إلى أنه سيكون محورا أساسيا لتحالفات جديدة تضم قوى الحداثة من ليبراليين ويساريين ومستقلين من الشمال والجنوب. وزادت «يصعب اليوم الحديث عن الواقع والمستقبل السياسيين المنظورين في اليمن دون التطرق إليه» في إشارة إلى أحمد صالح. وفيما يتعلق باللواء علي محسن الأحمر، فإن طبيعة تحركه السياسي المستقبلي ما تزال غامضة، رغم أنه كان قد وعد شباب الثورة بتقديم استقالته والتقاعد من العمل العسكري والذهاب لمتابعة أعماله الخاصة بعد انتهاء الثورة. ويبقى السؤال مفتوحا وهو: هل يحدث الأحمر (والمعروف أنه لا يقبل الهزيمة) المفاجأة ويعلن تخليه عن العمل العسكري وانضمامه لأحد أحزاب تكتل اللقاء المشترك وخوض الانتخابات القادمة كمرشح عن اللقاء المشترك ليواجه نجل صالح؟ المثل البريطاني يقول «كل شيء جائز في الحب والحرب»، وفي اليمن «كل شيء جائز في السياسة».. ننتظر لنرى.