قُتِلَ 18 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من مائة آخرين بجروحٍ في انفجار خمس سيارات مفخخة استهدفت أمس الجمعة مساجد شيعية في بغداد وكركوك، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقال مصدرٌ في وزارة الداخلية إن «14 شخصاً على الأقل قُتِلُوا وأصيب حوالي 35 آخرين في انفجار أربع سيارات مفخخة في بغداد». وأوضح أن «شخصين قُتِلَا وأصيب تسعة بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حسينية المصطفى في حي الجهاد غرب بغداد». وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك تلقي ستة قتلى و12 جريحا أصيبوا في انفجار سيارة مفخخة في حي الجهاد. وأضاف مصدر الداخلية إن «ثلاثة أشخاص قُتِلُوا وأصيب ستة بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند حسينية أهل الرسول في منطقة الكسرة، في شمال بغداد». وأشار إلى «مقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند حسينية الصدرين في الزعفرانية، في جنوب بغداد». وتحدثت مصادر طبية في مستشفيي مدينة الطب والكندي عن تلقي أربعة قتلى ومعالجة 16 جريحاً أصيبوا في انفجار سيارة مفخخة عند حسينية في الكسرة. بدوره، قال مصدر طبي في مستشفى الزعفرانية «تلقينا جثتين و15 جريحاً في الهجوم». ووقعت الهجمات بالتزامن مع صلاة الجمعة، وفقاً للمصادر. وفي هجوم آخر، قال مصدر الداخلية «قُتِلَ خمسة أشخاص وأصيب ثمانية بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف حسينية المهدي في حي البنوك، في شمال شرق بغداد». وأكد مصدر طبي في مستشفى الكندي تلقي أربع جثث ومعالجة 12 جريحاً أصيبوا جراء انفجار سيارة مفخخة في حي البنوك. وتجمع العشرات من أهالي حي البنوك عند موقع الانفجار، وأجهش كثير منهم بالبكاء، فيما احتشد عدد كبير من الجنود في ذات الموقع حيث انتشرت بقع دماء الضحايا. وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة حول مواقع الانفجارات بينها منع وسائل الإعلام من الوصول إلى موقع الحادث. وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد)، قال ضابط في الشرطة إن «أربعة أشخاص قُتِلُوا وأصيب عشرات آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة عند حسينية الرسول الأعظم في حي واحد حزيران، في جنوب كركوك»، ووقع الانفجار حوالي الواحدة بعد الظهر وفقاً للمصدر. وأشار إلى أن إمام صلاة الجمعة الشيخ محسن البطاط، معتمد المرجع الشيعي محمد سعيد الحكيم «أحد المراجع الشيعة الأربعة» أصيب بجروح جراء الانفجار. وأكد مدير صحة كركوك، صديق عمر رسول، تلقي أربع جثث ومعالجة 71 جريحاً، مشيراً إلى أن عدداً منهم مصابون بجروح بليغة. وأدى الانفجار إلى انهيار عدد من المنازل، ووقوع أضرار مادية كبيرة في منازل أخرى، واحتراق وتدمير أكثر من عشر سيارات، وإحداث حفرة قطرها ثلاثة أمتار تقريباً. قال سليم عزيز البياتي الذي أصيب بجروح طفيفة «كنت أصلي وفجأة حدث انفجار رهيب وسقط السقف على رؤوسنا بعدها شاهدت الدماء تغطي كل من حولي». وأضاف «قُتِلَ أحد أقاربي في الانفجار، أشكر الله أني مازلت حيا». بدورها، قالت سميرة قبنر، وتسكن على مقربة من الحسينية «دُمِّرَ منزلنا جراء الانفجار لكني كنت مع زوجي وأطفالي في نزهة، وهذا ما أنقذنا من الموت». وبذلك يرتفع إلى 259 قتيلاً عدد الضحايا الذين قُتِلُوا خلال الشهر الحالي الذي يعد الأكثر دموية منذ أغسطس 2012، عندما قُتِلَ 278 شخصاً. وتتزامن الهجمات مع تواصل التوتر السياسي في البلاد إثر استمرار تظاهرات واعتصامات في عدد من المدن شمال وغرب البلاد، واقتراب موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات المقررة في العشرين من أبريل المقبل.